أوحال
كان المشهد من أعجب ما يكون وكأنك تري مجموعة من المجانين ، كانوا يتصرفون بغرابة شديدة ، وكأنما يؤدون فيلما أو مسرحية صامتة ، لم يكن الحدث عادياً ولم أقف وحدي المذهول مما رأيته وبالفعل فقد كان يصطف الكثير والكثير من الناس يشاهدون هذا المشهد العجيب ويسيرون خلفه وكأنهم يتابعون فيلما سينيمائياً من نوعية الخيال العلمي أو الحركة أو الأفلام الممتلئة بمشاهد الاثارة ، فعيونهم مفتوحة علي مصراعيها ومشدودة إلي هذا المشهد الذي كان عجيباً بحق ، تخشب أجسامهم وتتبعهم التلقائي للحدث كان أشبه ما يكون بمجموعة من عرائس الأخشاب المتحركة .
رجلان أو أكثر يسيران وسط مجموعة من المستنقعات والبرك التي ملأت الشارع حتى آخره وبجوارهم بضع أو يزيد يسيرون أيضاً وسط هذه الوحل ، الجميع يسير بطريقة عجيبة ، ولكن الاعجب ليس في طريقة سيرهم أو صراخهم فقط ولكن الذي زاد المشهد أن هذه المجموعة الصغيرة كانت تتوقف في كل لحظة ليزيلوا القاذورات والأوساخ التي علقت في ملابسهم وأجسادهم بطريقة غريبة ، وكأنهم يمارسون لعبة جديدة لم اشاهدها من قبل ، بينما أنطلق الفريق الآخر الذي كان أزيد عدداً لا يبالي بهذه القاذورات ولم يمض وقت كثير حتى بدأت ملابس وأجساد هذا الفريق تتسخ مع كل خطوة ويزيد قبح مشهدها ، حتى اتسخ بعضهم تماما وصاروا من كثرة القاذورات وكأنهم وحوش البرية التي خرجت لتوها من أحد المستنقعات ، الذي زاد هذا المشهد عجباً هم هؤلاء القاطنين في هذا الحي الذي يلقون بالقاذورات بلا مبالاة عجيبة ولم أستوعب لم يفعلون ذلك وهذه القاذورات ستملأ شارعهم وترتد عليهم ، كنت أشعر أنني أشاهد اما مجموعة من المجانين أو فيلما يريد مخرجة أن يصنع سابقة في أفكاره العجيبة ، ويزيد المشهد غرابة هي هذه المجموعة القليلة التي حاول الكثير القاء المزيد عليها وهي تقف كل خطوة أو خطوتين لتصنع عملية تنظيف بمواد عجيبة لم أشاهدها من قبل .
ومع كل وقفة للتنظيف تصرخ هذه المجموعة صراخاً هيستيريا تطالب الجميع بالتوقف عن هذه الافعال الغريبة ، فيدخل الجميع في هيستريا ضحك ، تبدوا أنها تزيد عنادهم واصرارهم علي القاء المزيد من هذه القاذورات
بدأت المجموعة الكبيرة التي بدا وكأن جميع افرادها قد أصابهم مس من الجنون أو هم بالفعل مجانين ، يأخذون بعضاً الناس ويلقونهم بالطين والقاذورات وهم يمارسون هذا الضحك الهيستيري والأعجب أن من يتلقي هذه الاوساخ يبدأ في الانضمام اليهم رويدا رويدا حتى يمتلأ مثلهم بها ويشاركهم في فعل ذلك مع الاخرين
كان هناك بالفعل الكثير من المتفرجين الذي كانوا في كل لحظة يتزايدون بإهتمام عجيب ، وتنطلق أعين هذه المجموعة الكبيرة إلي أحدهم وسرعان ما يطوله ما طال سابقية ويستمر المتفرجون في تعجبهم الشديد حتى وجدت أحدهم يشير ناحية المكان الذي اقف به
أصابني فزع شديد من تخيلي لما سيصير عليه حالي أذا حدث ذلك ، كانوا بعيديين عني بما فيه الكفاية إلا أن الرعب الذي تملكني جعلني أصرخ كهذه المجموعة الصغيرة بملء فمى قائلاً : لا لا لا
كنت ارددها كالمجنون وأنظار بقية المجموعة تتجه نحوي وأنا كلما رأيتهم من بعيد أصرخ ويزيد صراخي ، لم أشتم رائحتهم ولكنني كنت أشعر أنها ستكون كريهة للغاية ، لم أر عيونهم ولكنني كنت أشعر انها تمتلئ بكل أنواع الوحشية
وكلما اقتربوا زاد صراخي وهتافي طالباً مساعدة ، ولكن لا مجيب ، حاولت أن أحمل قدماي لأفر بعيداً عن هذا المكان بكل ما أوتيت من قوة ، إلا انني شعرت بثقل عجيب في قدمي وكأنما قيدت إلي الارض ، أحسست أنني بطئ للغاية بجوار حركتهم ولكنني زدت في صراخي وطلبي لأي نجدة وبكل ما اوتيت من قوة أخذت أهتف رافضاً
رن جرس هاتفي الجوال وكأنه يرن للمرة العشرين ، فقمت منتفضاً من النوم متمتماً بالبسملة والاستعاذة ، أنظر حولي في ترقب شديد ، فأذا هاتفي يرن كعادته والحجرة خالية وتكاد أضواء أشعة الشمس تغمرها
أنطلقت هارباً من فوق سريري ، ولم يمض الكثير من الوقت حتى كنت قد ارتديت ملابسي متجهاً إلي عملي متأخراً هذا اليوم ، فتسسلت بنظري حتى لا يكتشف امري
كان الجميع جالساً بهدوء كعادة البعض وآخرون يضحكون وبعضهم يمارس اتصالاته اليومية ، فجلست في مكتبي اتذكر هذا الحلم العجيب ، لعلي أجد له من تفسير ، رن في أذني وقتها صوت ضحكاتهم فحمدت الله أنه كان حلماً ، فألتفت إلي حاسوبي وألتقطت بعض الاوراق اراجعها ........
سمعت أحد الجالسين يتشاجر قائلاً هل يعقل ما يحدث هنا ؟ وأخد يصرخ مقسماً أن ما يحدث حرام ومن المستحيل أن يقبله !!!
لم أستطع الالتفات إليه من شدة خوفي داعياً الله أن يمر حلمي بسلام ...................
أمين محمد أمين حسن
3 – 6 - 2009
رجلان أو أكثر يسيران وسط مجموعة من المستنقعات والبرك التي ملأت الشارع حتى آخره وبجوارهم بضع أو يزيد يسيرون أيضاً وسط هذه الوحل ، الجميع يسير بطريقة عجيبة ، ولكن الاعجب ليس في طريقة سيرهم أو صراخهم فقط ولكن الذي زاد المشهد أن هذه المجموعة الصغيرة كانت تتوقف في كل لحظة ليزيلوا القاذورات والأوساخ التي علقت في ملابسهم وأجسادهم بطريقة غريبة ، وكأنهم يمارسون لعبة جديدة لم اشاهدها من قبل ، بينما أنطلق الفريق الآخر الذي كان أزيد عدداً لا يبالي بهذه القاذورات ولم يمض وقت كثير حتى بدأت ملابس وأجساد هذا الفريق تتسخ مع كل خطوة ويزيد قبح مشهدها ، حتى اتسخ بعضهم تماما وصاروا من كثرة القاذورات وكأنهم وحوش البرية التي خرجت لتوها من أحد المستنقعات ، الذي زاد هذا المشهد عجباً هم هؤلاء القاطنين في هذا الحي الذي يلقون بالقاذورات بلا مبالاة عجيبة ولم أستوعب لم يفعلون ذلك وهذه القاذورات ستملأ شارعهم وترتد عليهم ، كنت أشعر أنني أشاهد اما مجموعة من المجانين أو فيلما يريد مخرجة أن يصنع سابقة في أفكاره العجيبة ، ويزيد المشهد غرابة هي هذه المجموعة القليلة التي حاول الكثير القاء المزيد عليها وهي تقف كل خطوة أو خطوتين لتصنع عملية تنظيف بمواد عجيبة لم أشاهدها من قبل .
ومع كل وقفة للتنظيف تصرخ هذه المجموعة صراخاً هيستيريا تطالب الجميع بالتوقف عن هذه الافعال الغريبة ، فيدخل الجميع في هيستريا ضحك ، تبدوا أنها تزيد عنادهم واصرارهم علي القاء المزيد من هذه القاذورات
بدأت المجموعة الكبيرة التي بدا وكأن جميع افرادها قد أصابهم مس من الجنون أو هم بالفعل مجانين ، يأخذون بعضاً الناس ويلقونهم بالطين والقاذورات وهم يمارسون هذا الضحك الهيستيري والأعجب أن من يتلقي هذه الاوساخ يبدأ في الانضمام اليهم رويدا رويدا حتى يمتلأ مثلهم بها ويشاركهم في فعل ذلك مع الاخرين
كان هناك بالفعل الكثير من المتفرجين الذي كانوا في كل لحظة يتزايدون بإهتمام عجيب ، وتنطلق أعين هذه المجموعة الكبيرة إلي أحدهم وسرعان ما يطوله ما طال سابقية ويستمر المتفرجون في تعجبهم الشديد حتى وجدت أحدهم يشير ناحية المكان الذي اقف به
أصابني فزع شديد من تخيلي لما سيصير عليه حالي أذا حدث ذلك ، كانوا بعيديين عني بما فيه الكفاية إلا أن الرعب الذي تملكني جعلني أصرخ كهذه المجموعة الصغيرة بملء فمى قائلاً : لا لا لا
كنت ارددها كالمجنون وأنظار بقية المجموعة تتجه نحوي وأنا كلما رأيتهم من بعيد أصرخ ويزيد صراخي ، لم أشتم رائحتهم ولكنني كنت أشعر أنها ستكون كريهة للغاية ، لم أر عيونهم ولكنني كنت أشعر انها تمتلئ بكل أنواع الوحشية
وكلما اقتربوا زاد صراخي وهتافي طالباً مساعدة ، ولكن لا مجيب ، حاولت أن أحمل قدماي لأفر بعيداً عن هذا المكان بكل ما أوتيت من قوة ، إلا انني شعرت بثقل عجيب في قدمي وكأنما قيدت إلي الارض ، أحسست أنني بطئ للغاية بجوار حركتهم ولكنني زدت في صراخي وطلبي لأي نجدة وبكل ما اوتيت من قوة أخذت أهتف رافضاً
رن جرس هاتفي الجوال وكأنه يرن للمرة العشرين ، فقمت منتفضاً من النوم متمتماً بالبسملة والاستعاذة ، أنظر حولي في ترقب شديد ، فأذا هاتفي يرن كعادته والحجرة خالية وتكاد أضواء أشعة الشمس تغمرها
أنطلقت هارباً من فوق سريري ، ولم يمض الكثير من الوقت حتى كنت قد ارتديت ملابسي متجهاً إلي عملي متأخراً هذا اليوم ، فتسسلت بنظري حتى لا يكتشف امري
كان الجميع جالساً بهدوء كعادة البعض وآخرون يضحكون وبعضهم يمارس اتصالاته اليومية ، فجلست في مكتبي اتذكر هذا الحلم العجيب ، لعلي أجد له من تفسير ، رن في أذني وقتها صوت ضحكاتهم فحمدت الله أنه كان حلماً ، فألتفت إلي حاسوبي وألتقطت بعض الاوراق اراجعها ........
سمعت أحد الجالسين يتشاجر قائلاً هل يعقل ما يحدث هنا ؟ وأخد يصرخ مقسماً أن ما يحدث حرام ومن المستحيل أن يقبله !!!
لم أستطع الالتفات إليه من شدة خوفي داعياً الله أن يمر حلمي بسلام ...................
أمين محمد أمين حسن
3 – 6 - 2009
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية