رحلة البحث عن بديل !!!

الخميس، ٢٧ نوفمبر ٢٠٠٨

أعد المحاولة ......

فتحت جهاز حاسوبي لأكرر المحاولة مرة أخرى
ظهرت الرسالة للمرة التالية تخبرني أن محاولاتي المضنية التي لم تستغرق هذه المرة إلا القليل من الوقت قد فشلت وأن علي " اعادة المحاولة مرة أخرى "
اطلقت زفرة مستسلمة كعادتي الجديدة بعد أن كنت أمارس النقمة علي هذا الحظ العاسر وعلي هذا الوقت الذي أقطعه في محاولاتي التي أعدها الآن عابثة تفتقد الدليل
إلا انه ولعادتي ايضاً ظللت أكرر أن الخطأ كان خطئي من البداية ومن المستحيل أن يكون خطأ بالحاسوب أو بنظامه ، لأنه نظامه يسري مع الجميع
بالتأكيد أن هذا الخطأ هو من صنع يدي وأنني من البداية كنت أعلم أنني أخاطر بحواسي أو لنقل انفعالاتي منتظراً أن تخرج شاشة حاسوبي معلنة أن المهمة تمت بنجاح
لم أعد أستطيع حصر المرات التي حاولتها ، عشر أو عشرون أو لعلها ثلاثون إلا أنني كنت أشعر في كل مرة أن انفعالاتي تتغير ، وأن هناك معالم اختفت بالمؤكد كانت حاضرة تعمل ولو بجهد قليل
يمكن أن تكون هناك خبرات تكونت بالفعل إلا ان الفشل المستمر الذي يتابعني في كل مرة اشعر انه يأخذ مني أكثر مما يعطيني من خبرة ، بل وأشعر أن ياخد الكثير من داخلي متسائلاً هل أنا بالفعل اسير بالطريق الصحيح ؟
ضغطت هذه المرة علي الأزرار بعدم يقين وبلا اكتراث لم يدفعه إلا اعجاب بصفحة جديدة أو لعلها تجربة بقدر ما حملت من لا يقين إلا ان جديدها جذبني ، أو لربما كانت حاجاتي لأنهاء هذه المحاولات ، كان الأمر يعد جنوناً مني لأني ادرك جيداً أنه هناك خطأ ، ولكني تعجبت حقاً من محاولاتي هذه
ربما لهذه الفكرة التي طرحها صديقاي بأن هناك حل ولا خسارة من التجربة ، وأن الامر لا يعدو مجرد ضغط علي الازار ، إلا أنني كنت أدرك جيداً أن الأمر يستنزفني فلماذا اذن تجرأت علي المحاولة ؟ وأن أدرك أن هناك خطأ بأول الطريق ............
أو ربما لجمال هذه النسخة منقطع النظير ، أو لعله لما تمتاز به من تطور وتميز وشئ مختلف بقدر كبير
لعله كان الجنون أو انتظار لحظة تأتي معاكسة لما تريده طبائع الامور
طرحت افكاري جانباً وحركت يدي متسائلاً متنهداً عن طريق اسلكه يهديني إلي أن أصل أين يقع خطأي وكيف أصل بسلاسة وبلا تعقيد
ضحكت من الصديق الذي أخبرني بأن الجهاز " مسكون " وبأنه قطعاً أمر عجيب ، وآخر شجعني علي الصبر كما صبر أديسون لأكثر من ألف مرة وهو يصنع مصابيح اضاءة الظلام للعابرين ، وآخر استنكرته بعد أن نصحني بنسخة مقلدة تعمل ولو قليلاً كما يحدث مع الجميع
قلبت النسخ التي جربتها والتي اعدت تجربتها وأنا حائر في فهم كيف عجز حاسوبي عن العمل وأين يكمن خطئي لعلني أصل إلي التفسير
غرقت افكاري رويدا رويدوا وتثاقلت جفوني هاربة من تراكم الاسئلة والتفاسير ، ثم انطلقت يدي تسرد قصة تجاربي مجاهدة تعبي وعيوني الذي اتعبتها اضواء حاسوبي وارهقها تلونه الذي زاد عن طبيعته بقدر كبير
دمعت عيوني من الألم ومن تكرار ضغطي عليها بعد أن اجهدتها في محاولاتي واتبعتها بمحاولة الكتابة والتعبير خرجت رسالة حاسوبي مختلفة هذه المرة
" تجربتك كانت فاشلة من البداية فلماذا اصررت علي المحاولة وبذل هذا المجهود الكبير "
توجهت إلي فراشي لأنني كنت متأكداً علي الرغم من ارهاقي أن المشكلة تخصني ويستحيل أن تكون من هذا النظام وبالمؤكد أنني أهذي من قلة النوم او من تخيل بحظ عسير
رن تليفوني ليعلن منبهي أن الصباح قد أتي فقمت متثاقلاً مرتدياً ملابسي للإعداد إلي يوم عمل جديد ، الذي ما ان وصلته وجلست علي حاسوب عملي حتى خرجت رسالة برنامجة بأن هناك خطأ بالشبكة وأنني "بحاجة إلي اعادة المحاولة مرة أخرى "
ابتسمت متصلاً بمهندس الحاسبات بعملي مخبراً اياه ان الخطأ هنا لأول مرة بالشبكة وليس مني
أمين محمد أمين
27 – 11 - 2008

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية