رحلة البحث عن بديل !!!

الأربعاء، ١٨ يونيو ٢٠٠٨

فجأة !!!!!

في لحظة ..........
اضيئت الأنوار كلها دفعة واحدة لتضئ جميع أركان المنزل ...............
تسللت عبر النافذة خيوط أشعة شمس الصباح تحمل دفئاً عجيبا لكنها ولأول مرة تأتي خافته بجوار تلك الأضواء التي احتلت كل أرجاء المنزل .......
الكراسي الخشبية التي أسودت بفعل تعاقب الايام تحولت في لحظة واحدة إلي كراسي خشبية لامعة تشبه الكراسي التي شاهدتها لأسرة محمد علي في قلعة صلاح الدين ............
المنضدة يتراقص علي زجاجها ألوان قوس قزح من انعكاس هذا الضوء ............
الثلاجة توقفت تماماً عن إصدار هذه الصوت اليومي الملل..........
أركان الحجرة تبدوا بيضاء وكأن يد الصباغ لم تتركها إلا منذ لحظات يسيره ........
رائحة عطر تتسلل من باب الحجرة لتحتل جميع جوانبها وكأن هناك بائع ورود ترك ورود الجيران كلها عند باب الغرفة........
حتى العصافير لم تجد لها تجمعاً غير شرفة المنزل لتعزف هذه السيمفونية الصباحية التي لم أسمعها منذ ما يزيد عن اربع سنوات ...........
حتى هاتفي الجوال يشارك هذه العصافير بهذه النغمة الجديدة التي لأول مرة اسمعها ...........
رباه حتى الحجرة بدت وكأنها تتسع وهذا السرير الذي ألقيت عليه جسدي بالأمس اشكوا ضالته قد تحول إلي سرير عريض اتحرك فيه يميناً وشمالاً كما كان في غرفتي .............
حتى المكيف الذي ارهقني صوته اختفي تماماً من الحجرة وكأنه لم يكن موجوداً لتحل مكانه صورة طبيعية رائعة ما أن وقع نظري عليها حتى تابعت كل تفاصيلها يشدني شوق عجيب لمعرفة هل هي صورة طبيعية ام أن هناك يد بشرية مبدعة قد خطتها فأعيتني الحيل فقررت أن انظر حيث تبدوا في الركن الآخر تحفة معمارية كأنها انتقلت قبل التفاتي بثانية ..........

- بالتأكيد أنا أحلم ...... أنا نائم .......
- تسلل عبر أذني صوت رقيق يقول أنت في قمة اليقظة ...............
- بالطبع أنا في " سابع نومة "
- تسلل الصوت مرة أخرى قائلاً لا " أنت مش في سابع نومة أنت صاحي وفايق وكل حاجة شايفها حقيقة "
- لا بالمؤكد أنا بعد الوفاة وبحمد الله ربنا أنعم علي بالجنة ، ولكن لماذا لم أحضر يوم القيامة والحساب
- اقترب الصوت أكثر هامساً كلا أنت في الدنيا وكل ما تشاهده هو حقيقي ...
- مستحيل مستحيل " امبارح كان نص اللمبات محروق والكرسي سبت عليه الأكل ، والطرابيزة ديه كان عليها حاجات أسبوع والحيطة ديه اسودت مش عارف ، وريحة الشقة كانت مؤرفة وكنت ناوي اجيب اللي ينظف الشقة ، حتى الثلاجة كان صوتها عالي ، مستحيل كل ده يتغير في ليلة "
- جاء الصوت مرة اخرى وبأعذب مليون مرة ، لا لم يكن المنزل هكذا ، أنت فقط من كنت تراه هكذا
- كيف ؟ متي ؟ من أنت ؟
- سمعت ضحكة خفيفة تتسلل عبر أذني ثم أخذت تبتعد رويدا رويدا قائلة " أنا بانتظارك "
جلست علي طرف السرير ادلك عيني ، احرك اصابعي ، أمشط شعري بيدي ، ثم قررت أن اذهب لأغسل وجهي حتى أتأكد أنني " صاحي "
خرجت من المرحاض لأشاهد كل شئ مرتباً نظيفاً كما كان إلا هذا الضوء الذي كان يملأ كل أركان المنزل غاب لتحل مكانة أشعة الشمس الذهبية الدافئة .......
سرت في الشقة أصوات أغنية أحفظها جيداً ولكنها هذه المرة اخذت تداعب أذني وكأنني أسمعها لأول مرة في حياتي ، لم تتردد هذه المرة علي لساني بل كانت تتردد داخل اعماقي
لم يحدث أبدا أن أحببت بهذا العمق
أني سافرت مع امرأة لبلاد الشوق
وطرقت شواطئ عينيها كالرعد الغاضب أو كالبرق
فأنا في الماضي لم أعشق بل كنت أمثل دور العشق
لم يحدث أبداً أن اوصلني حب امرأة حتى الشنق
لم يحدث أبدا سيدتي أن ذقت النار وذقت الحرق
لم أعرف قبلك واحدة غلبتني أخذت أسلحتي
هزمتني داخل مملكتي نزعت عن وجهي أقنعتي
لم يحدث أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا سيدتي
نظرت علي المنضدة فوجدت جهازي أي حاسوبي قد تحول إلي مغن يطرب أحلي واجمل الكلمات ...........

أمين محمد أمين
18 – 6 - 2008

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية