رحلة البحث عن بديل !!!

الجمعة، ٢٥ أبريل ٢٠٠٨

6 أبريل ومصر بين جيليين

لثمانية أيام متواصلة قبل وبعد اضراب السادس من أبريل وأنا أتابع المقالات والتحليلات والاراء عبر الصحف والانترنت ، كما تعليقات الكثيريين علي المواقع الشهيرة والتي تابعت واهتمت به اهتماماً كبيراً ، لما يمثله من مفارقة جديدة في الواقع المصري
وكأي حدث سياسي اختلفت طرق التعامل مع الحدث وفهمه وطبيعه التعامل معه واختلفت أيضاً طرق تقيمه تبعاً لتباينات كثيرة كالمستوي الثقافي ، والمواقف المبدئية ومدي الاتصال والمتوقع من هذا الاضراب
إلا أنني أري تمايزاً كبيراً ظهر بين جيليين فكريين في تفسيره والتعامل معه وكذلك التنبوء بمستقبله ، والذي أظنه يعطي مؤشراً كبيراً علي تطور الحالة المصرية ، فقد كان ملاحظاً أن معظم تعليقات ثقافة الجيل السابق والمتمثل بصورة كبيرة في جيل الستينات والسبعينات تبدوا أكثر عدائية نحو الاضراب واهدافه والنتائج المترتبة علية ، بينما امتازت معظم التعليقات الشبابية أو حديثة العمر بالتحمس الكبير للفكرة و تأثيراتها المستقبلية ، إلا أن تحديد إطار سني ملزم يبدوا مستحيلاً ، فيبدوا هناك شاب يحمل الأفكار التقليدية حول الموضوع كما يحمل رجل كبير السن كالمسيري وجورج اسحق تحمساً كبيراً للفكرة يكاد يفوق تحمس البعض من الشباب ، لذلك سأتخطي محاولة تحديد إطار سني معين والنظر من خلال فارق جيلي فكري يتعامل بصورة عامة مع الحدث .
الجيل الفكري الأول
أفرز هذا الفارق الجيلي في التعامل نتائجة علي مستوي التعامل مع الحدث بالنسبة إلي قوي المعارضة التقليدية والجديدة وكذلك بصورة واضحة في الشارع ، والذي يعطي صورة مبدئية عن طريق التعامل مع مواقف او تجارب مشابهة في المستقبل القريب كما أنه بين أن المعرفة بالفكرة والتعامل معها لا يقتضي فقط أن يسمع عنها أو يتابعها البعض في بلدان العالم المختلفة بقدر الاقتراب من الفكرة وتفاصيلها وقراءتها بصورة متعمقة ، فعلي الرغم من التجارب المختلفة والمتباينة للعصيان المدني في الكثير من أقطار العالم ، والحديث عنها داخل القطر المصري، إلا أن تعليقات الكثير من أبناء الجيل الفكري الأول نظرت للإضراب بصورة مختلفة عن المتوقع ، فرفعت السعيد رئيس حزب التجمع الذي لم يشارك في الاضراب علق علي الاضراب بجريدة العربي قائلا : " إن الذي حدث أن الذين دعوا المواطنين إلي الاضراب للأسف الشديد ظلوا في بيوتهم ولم يخرجوا للاضراب ..... ، وأعتقد أن هذه بروفة للفوضي التي يمكن أن يسببها محرضون يستغلون البطالة والغلاء وسوء السياسات لتحقيق أغراضهم ، لماذا نربط الاضراب بالتخريب ، فالاضراب له قواعد منظمة ، وعدم مشاركتنا في الاضراب ليس مناصرة للحكومة فلو كنا شاركنا في الاضراب هل كنا حققنا الاضراب العام ؟ بالتأكيد لا ، فالداعون للإضراب والعصيان المدني لا يعرفون أن ذلك بمثابة عدم اعتراف بالدولة وعدم اعتراف بكل شئ بها ... "
و دافع ياسين تاج الدين، نائب رئيس حزب الوفد، عن موقف الحزب بشأن رفضه الإضراب قائلاً: إن الإضراب ليس علي أجندة الأحزاب السياسية وعلي رأسها الوفد، لأن آليات العمل الرئيسية داخل الأحزاب السياسية تكمن في الانتخابات
بينما عبر محمود عزت عضو مكتب الارشاد بجماعة الاخوان المسلمين في حوار علي موقع أخوان أون لاين بالقول : " الموقف من الثورة أمرٌ أوضحه الإمام الشهيد حسن البنا بشكلٍ محدَّدٍ؛ حيث أكَّد أنه إذا كان ستحدث ثورة فلن تكون من صنع الإخوان، ولكن تردِّيَ الأحوال هو الذي سينتهي بهذه النتيجة، في المقابل لا يمكن للإخوان أن يمنعوا هذه الثورة؛ فهذه مسئولية النظام؛ لأن الثورة لا عقلَ لها، وتؤدي إلى الفوضى، والنظام هو المسئول عن منع هذه الفوضى من خلال إصلاح الأحوال وإطلاق الحريات، وأن يقوم بمصالحة حقيقية مع شعبه؛ لذلك كان موقفنا من الإضرابات التي لها أهداف محدَّدة ولها وسائلها المحدَّدة؛ فإننا نشارك فيها لما في ذلك من تعضيد للأمة وتأييد لها، ولكن الإضرابات التي لا تتحدَّد أهدافها ولا يُعرف مآلها ولم تتحدَّد وسائلها، مثل إضراب 6 أبريل القادم، يكون موقف الإخوان منه ما أعلنه البيان وما التزم به الإخوان، فليس مهمتي أن أشارك في فوضى ولا أُحمِّل نفسي منع هذه الفوضى؛ فلا أكسرُ محلاً تجاريًّا أو أقفله، فالإضراب أقوم به لكي أُطبق القانون وأُثبت الدستور وأحافظ على كفاءةِ مؤسسات الدولة وليس العكس؛ وهذا ما حدث في فعاليات الإخوان السابقة بما فيها المحليات حاليًا، فلا يكونَ الهدف من الإضراب مثلاً إصابة الاقتصاد القومي لمصر بخللٍ يُلجئنا إلى أعدائنا الأمريكان والصهاينة؛ فإذا كان ذلك فلن نشارك فيه. "

- فهنا ظهرت في الطروحات السابقة عملية الخلط بين فكرة الإضراب كنقلة نوعية للأداء المعارض في مصر وبين فكرة العصيان المدني ، فالأولي قد لا تتم بصورة دقيقة كما أن مطالبها في البداية قد لا تكون واضحة ولا معلوم طريقة الحصول عليها ، فهي أشبه ما تكون بمحاولة طفل صغير للسير علي قدميه و بخاصة في البداية ، وهي مع المظاهرات والاعتصامات والأشكال الاحتجاجية من مقاطعة وامتناع عن التعاون مع السلطات وكل الأدوات المختلفة للعمل السلمي ستؤدي في النهاية إلي شكل العصيان المدني وهي حالة نهائية لعمليات المقاومة المدنية لنظام غاشم أو لأداء حكومي مفرط في السوء ، وليس شرطاً أن يقوم بها تيار خارج الأحزاب فقد يدفع إليها حزب او تجمع لاحزاب أو اتجاهات وليس صحيحاً أن الأحزاب وظيفتها فقط الدخول في الانتخابات .
- كما أن النظر إلي العملية علي انها نوع من أنواع الفوضي ميز الحديث أيضاً وليس اعتبار الواقع الحالي هو بحد ذاته نوع ومقدم للفوضي بأساليبة البالية وطرق تعامله الفجة ، فالنظر إلي الإضراب علي أنه تهييج للشعب وزرع للفوضي في شارع هو بالأساس محتقن لأقصي درجة وما عملية الإضراب إلا تقنين لحالة الاحتقان الشديدة لممارسة دور حقيقي في صنع ضغط او احداث تغيير في الواقع ، عكس ما رأي المتحدثون من أنه يؤدي إلي الفوضي ، فالمؤدي إليها هو ترك الشارع ليتحرك بدون استخدام وتعريف لوسائل نضالية وتجربتها حتى يتم لمس أثارها ، بعيدا عن إنتشارها عبر أعمال السلب والنهب والتشاجر والتطاحن بين افراد الوطن ، فيتم توجيه العمل نحو أهداف محددة تتطور مع التجربة ومع الاحتكاك لتحدد مطالب واضحة وموضعية للوصول إلي هذه الاهداف .
- نظر المتحدثون إلي الاضراب علي انه عمل غير منظم وتم التعامل مع فكرة تنظيم الاضراب بصورة نمطية ، يجب أن تتم من خلال أطر معينة حددها المتحدثون سابقاً ولم يتعاملوا معه بصورة مغايرة لم يعتدها هذا الجيل من حيث أن الشكل قد يبدوا عشوائياً وذا مطالب متعددة إلا أنها تحدد أدوار عامة للفعل سوف تأخذ بالتنظيم تدريجياً مع الوقت ومع التطور التلقائي لها كأي نوع من الحركات التاريخية كما شبهها المفكر وائل عادل بغريق علي شاطئ يقوم أحد الافراد بالسباحة لانقاذه وآخر يتصل بالشرطة أو فرق الانقاذ للمساعدة في الانقاذ ، وآخر ينتظر علي الشاطئ لمساعدته في إخراج المياة من الغريق ففكرة التنظيم هنا لم تأخذ الشكل التقليدي وإنما انطلقت بمفاعيل قد تبدوا عشوائية في البداية إلا أنها أعتمدت علي الادوار المختلفة حسب القدرة والاستطاعة للأفراد لتحقيق الهدف النهائي وهو إنقاذ الغريق .
- ظلت العقلية السائدة في الطروحات السابقة علي هيئة التعامل من خلال القنوات الشرعية المسدودة أصلاً ، وكذلك بعقلية المطلبية وطلب التعقل من النظام وليس علي أساس التحدي والضغط المؤثر لتوجيه النظام الذي يقوم عليها أساس فكرة العمل المقاوم وليس العمل الاحتجاجي ( العمل الاحتجاجي هو تعبير عن الاعتراض مثل مظاهرة تنتهي في يومها ويمكن أن لا تحصل علي أية مكاسب ، اما العمل المقاوم فيقوم مثلاً علي مظاهرات مستمرة أو فعاليات مختلفة لا تتوقف حتى تحقيق مطالبها )
- بدت واضحة لدي المتحدثين زيادة حدة الهجوم علي الاضراب وربطة بأعمال الشغب والعنف التي حدثت بالمحلة ، مع أن فكرة الاضراب معاكسة أصلا لفكرة الفعل الايجابي أو العنيف ، وتبدوا حدة الهجوم واضحة لتبرير حالة غياب الرؤية الواضحة للمعارضة للحل ، فبين تحميل النظام المسئولية حتى لو علي حساب انهيار الاوضاع أو الخوف من السلطة والتضخيم من حجمها ، أو استخدام الفكرة بالطريقة التقليدية للمعارضة والتي تدعوا الحزب الحاكم لفتح مجال أكبر للمعارضة ، أي الاقتتات علي العملية وفي نفس الوقت الترهيب منها ، وكلها في إطار نقل فكرة المعارضة التقليدية القائمة علي استجداء النظام وعدم الدخول في مواجهة معه ، والقبول بالمؤامات السياسية للبقاء حتى لو علي مكاتب أو جريدة .
أما علي مستوي الحوارات مع اطياف الشعب المختلفة فظهر أيضاً لدي هذا الجيل صورة ديناصورية لقوة بطش النظام ، وكذلك ظهرت ثنائية التفكير التي تري الحلول ما بين العمل العنيف أو انتظار انقلاب أ و ظهور شخصية محترمة من قلب الحزب الحاكم تقلب الموازين ، وما بين الاستسلام والخضوع وأن الوضع الحالي هو أفضل الحلول أو" أحسن مما فيش " وأمتلائت الأحاديث بالهجوم الشديد علي الاضراب وكونه سيضر بالاقتصاد وتجلي بصورة كبيرة حجم التأثر بفكرة المنفعة الشخصية لدي المواطن ، كما وضح الحديث علي أنه لم يتغير شئ في مصر وكأن المطلوب هو أن يقوم الاضراب بتعديل كل الاوضاع جملة واحدة أو أن تستسلم الحكومة في ثاني يوم ، وظهر أيضاً التركيز علي أعمال التخريب التي حدثت وتحميل المخربين كامل المسئولية وتجاهل الدور الأمني في ذلك وتجاهل حالة الاحتقان الشديدة ، كما والأغرب تجاهل الحالة الشخصية للمواطن المتحدث او المحاور والذي يعاني تحت ويلات ذلك ويرفض الفكرة وفي نفس الوقت لا يعرف بديلاً مطروحاً
في النهاية أفرزت هذه الرؤية عموماً تصورا خاصا بفشل الاضراب وعدم قدرته علي التأثير بالشعب وعدم تحقيقة لأي مطالب خاصة ، بل وأعتبره البعض المسبب الرئيسي لأحداث المحلة واعتبره البعض الآخر موجها إلي اقتصاد البلد .


الجيل الفكري الثاني

علي المستوي الشبابي ظهرت الصورة معاكسة تماماً وكأننا أمام شعب مختلف ويبدوا واضحاً أنها ناتجة عن حالة غياب صورة المستقبل ، وفقد الأمل في التغيير وفقد الأمل في رموز المعارضة ، وكذلك ضعف الارتباط بالوضع القائم ، والتأثر بالتجارب المختلفة حول العالم نتيجة الاتصال المباشر عبر وسائل الاتصال الحديثة بالعالم ، كما كان واضحاً علي أسلوب التفكير الجديد عدم القاء الاسئلة المعتادة عن قادة الاضراب أو أسبابه بإعتبارها معروفة لكل من في الوطن ، وبدا بالصورة أن هناك جيل جديد يرتبط بالأفكار بصورة ما أكثر من انتظاره للبحث عن القيادات وأظن السبب في ذلك هو عدم وجود إطار حزبي او كيان أو مكتسبات خاصة فعلية لمن قاموا بالاضراب وأن التحرك جاء علي خلفية الأوضاع والحس الوطني بصورة أكبر ، كما لم تظهر مبالغة من الكثير من الشباب في المتوقع عن الاضراب واعتبرته الغالبية من هذا الجيل مجرد خطوة أو بداية ، ستكون مفيدة في المستقبل وبالأخص أن الجميع أتفق علي أن الفكرة جديدة وليس هناك وعي كاف بها لدي المجتمع و لذلك سادات بين المعلقين فكرة نجاح الاضراب وتأثيره وتقديم الادلة علي هذا النجاح .
ففي حوار مع أحمد ماهر بموقع إسلام اون لاين كان أبرز تعليقاته :
اضراب 6 ابريل اتى بثمار كثيره.. او ممكن نقول انه حقق معظم الاهداف.. صحيح التظاهرات فشلت بسبب القمع الامنى و همجية الداخليه ... لكن كلنا متاكدين ان كل مصر كان نفسها تشارك ... و احنا نجحنا اننا نوصل لكل الناس .. و كل شوارع مصر اليوم ده كانت فاضيه .. و بعد 6 ابريل الايجابيه ارتفعت عند الناس و ده هدف و مكسب كبير جدا.
اكيد لينا امال كتير.. منها اقامة نظام ديمقراطى حقيقى يحاسب فيه المقصر ايا كان موقعه و اقامة عداله اجتماعيه.. لكن احنا بنتكلم مع شعب مغيب عن الوعى بقاله 27 سنه.. اكيد هاناخد وقت .. واكيد هنحتاج مجهود كبير لإزالة الخوف والرعب المتراكم بس احنا بدأنا .. ومطالبنا حاليا بسيطه و مشروعه و سهلة التحقيق.
اللى مش عارف يدير مصر يمشى والشعب هو اللى لازم يطالب.. والاحتجاجات دى ظاهره صحيه وموجوده فى العالم كله خصوصا فى الدول المتقدمه لا يسقط حق وراؤه مطالب والمستبدون و اللصوص لا يمنوا على الشعوب النائمه بحقوقهم انما اصحاب الحقوق هم من يطالبون بها و يضغطون يوما تلو الاخر
أحمد السيد (طالب بكلية التربية) شارك بقوله ".. ممكن يا جماعة.. ليه لأ؟!.. مشكلتنا إننا فاكرين الحكومة دي جامدة، لا والله، إحنا اللي فاكرين كده، والحكومة استغلت ده وبتعمل فينا كده!!".
ويرى السعيد عمر (محاسب) أن نجاح فكرة الإضراب من عدمه يتوقَّف على تفاعل الشعب معها، بالإضافة للإعداد الجيِّد والتحالفات القائمة على الإضراب أو العصيان، بجانب الناحية الإعلامية، ونشر الفكرة، مشيرًا إلى أنه بنسبة كبيرة سيشارك في الإضراب ويلزم البيت، مؤكدًا أن هناك ثمارًا كثيرةً من الإضراب، منها: أنه يربِّي قناعةً لدى الشعب أن هناك وسائل من الممكن أن يتغير هذا النظام من خلالها.
وأشار إلى أنه يتمنَّى أن يكون هذا اليوم "بروفة" ليوم عصيان مدني منشود، يتم فيه إزالة هذا النظام، قائلاً: "أنا أوافق عليه وسيكون نجاحًا للإضراب".
- ظهر بصورة واضحة نوع من التحدي للنظام وتجلي في الدعوة الثانية لإضراب جديد يوم ميلاد الرئيس ، وظهر أيضاً نوع من الجرأة في مواجهة الخوف من الحالة الأمنية وأستندت هذه الجرأة علي شرعية العمل السلمي وعلي كونه في النهاية هو تعبير عن الرأي واسلوب جديد في التعامل لا يطرح العنف وإنما يستند إلي مطالب حقيقية وملموسة وربما لا ينكرها بعض المسئولين بالنظام أو ينادون بها .
- كان من الواضح أيضاً غياب الرؤية لما بعد الاضراب ، اللهم إلا الدعوة لإضراب آخر ، لتكريس العملية ولم يهتم الأغلب من الشباب بما بعد الاضرابات معتبرين أن التدريب علي الاضراب هو المطلب الحالي وليس ما بعده والذي اعتبر مما سيتكون مع الوقت ثم بدأ الحديث عن المطالبة بإقتراح مطالب لإبراز حالة التطور وأن الفكرة الاساسية هي الاستفادة من التجربة الماضية للبناء عليها وليس إيجاد مشروع بديل وأعتبروا بساطة المطالب هي سر النجاح وأن المشاريع سوف تأتي عندما تتغير الاوضاع ، فأقترحوا عدم التصادم و ابتكار أعمال لا تصطدم بالأمن مباشرة ففكرة الاضراب هي المكوث بالمنزل أو فكرة الكتابة علي العملات الورقية وكلها أفكار تتحاشي الاصطدام الأمني المباشر الذي أعتبروه أحد أخطاء التجربة الماضية .

في النهاية اجمع الكثير من المحللين علي أن ما يحدث هو جديد وأن هناك أرهاصات لولادة تغيرات كبيرة بالمجتمع المصري ، وولادة لأشكال وتيارات جديدة قد تكون مختلفة عن الأشكال القديمة بصورة كبيرة وتحمل أبعاداً اجتماعية واقتصادية ووطنية بصورة أكبر وسيأخذ المنحي الايدلوجي فيها بعد أقل حدة عما كان معتاداً في حركات المعارضة التقليدية كما أن حركات المعارضة التقليدية مهددة بالخروج من دائرة المنافسة نتيجة لجمودها وعدم قدرتها علي التأثير الحقيقي في مجري الأحداث أو التعامل مع المشاكل المتعددة التي يعيشها المجتمع المصري وغياب أفق اوحلول لديها لحالة الجمود التي سادت مصر لفترة تقترب من الربع قرن
إلا أن هذا الطرح في تصوري يعتمد بصورة كبيرة علي نجاح أحد وجهتي النظر المتباينتين للجيليين المتنافسين علي حلبة أفكار الفترة المقبلة في فرض افكارهما من خلال الأحداث والتحركات المختلفة والتي سيعتمد النجاح فيها علي حجم الانجازات الناتجة عن اي منهما ، إلا أنه بالمؤكد سوف يتأثر هذا النجاح بصورة كبيرة بحالة الاحتقان والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المجتمع علي مختلف الأصعدة .
أمين محمد أمين
22 / 4 / 2008
aminmohamm@gmail.com

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية