العقول المسطحة
دائماً عندما أعود من المنزل أجده في كل لحظة يتغير من صورة إلي صورة ومن مشهد إلي مشهد ، عدت مبكراً عدت متأخراً الحال هو الحال ، هذه هي حالة شاشة تلفاز المكان الذي أقطن به في رحلة البحث عن بديل ، هي شاشة ملونة تتراقص ألوانها دائما ، لطالما ذكرتني بأيام تلفاز منزلنا القديم الذي عشنا جل طفولتنا وحتى بلوغي الجامعة ونحن لا نري غيره ولكم كانت لحظة ممتعة لنا ونحن نشاهدة لأول مرة وهو يتراقص ألوانا ولا أنسي كلمات مزحنا التي سردناها يومها حول أختلاف الأشخاص والأشياء وكم السيل المضحك التي تلقفته الوالدة يومها من مزحنا علي هذا التلفاز العتيق الذي أكل عليه الدهر وشرب وإن كنت للصراحة لا أنفي كم مثل من تطور في حياتنا يوم أن كان إقتناء التلفاز في داخل ثقافتنا ومشاهدته بصورة مكثفة نوعاً من التعدي علي الحدود المصطنعة وبل قل نوعاً من التسيب ، فما بالنا وفي منزلنا جهاز متعدد الألوان يرينا الأشخاص كما هما أو قريبا مما هم عليه بالطبع داخل الشاشة
دائما كانت تطاردني هذه الذكريات وأنا أتذكر الوالدة وهي تتابع الأستاذ عمرو خالد وجاسم المطوع و طارق السويدان ، وتتابع الأفلام الأجنبيه بشغف كبير ، أتذكرها دوما وهي تنادي لنتابع حواراً رائعاً أو وهي تنادي لنستمع كلمة لعمرو خالد ، أو نشرة أخبار ا لعاشرة والحادية عشر صيفاً بالجزيرة التي كادت أن تصبح عادة يومية في بيتنا او قل هي بالفعل كذلك في كل مرة كنت أدلج إلي المنزل أتذكر هذه المشاهد وفي كل مرة أخسر رهان نفسي وفي كل مرة أمني نفسي بأنه سيتوقف عند فقرة أهم أو عند شئ أظن حسب تصوري أنه مفيد ، في كل مرة أمني نفسي بهذة الأمنية وفي كل مرة أخسر أمنيتي كعاداتي
لا أفهم لماذا دائما عندما أري هذه الشاشة المسطحة دائما تذكرني بشئ واحد ، لا أفهم لماذا تلح علي دائما هذه الفكرة ، ولماذا تقتحم رأسي كل ما دخلت إلي المنزل وشاهدت الشاشة هكذا ، هل هي فعلاً كذلك أم أنه عقلي الذي يرسم خيالاً يربط ما يؤمن به او ما يعتقده بهذه الصورة دائما ، ولكن في النهاية في كل مرة أراه أتذكر هذا الشئ ، أعتقد أنه شئ مضحك ولكنه لماذا يكون مضحكاً لماذا لا يكون فعلاً كذلك ؟ لماذا لا يكون ذلك المشهد السينمائي لهذا المريض المسجي علي السرير والذي قاب قوسين أو أدني من الوفاة وشاشة الحياة التي تظهر حالة هذا المسجي تتراقص صعودا وهبوطاً موجاتها وهي تحبس انفاس عائلته والأطباء في مشهد لطالما استوقفني ، وفي كل مرة تتحرك الصورة من الأهل إلي الشاشة حسب إبداع المخرج يقترب مؤشر الرسم البياني من أن يصبح مسطحاً تماماً ، ثم يأتي في لحظات اخري ليتصاعد الرسم صعودا مرة ثانية ، ليطلق الجميع زفرة ارتياح قد تكون مؤقته يرجع بعدها إحتباس الانفاس ثانية ، ولكن الثابت أن الجميع يتابع الشاشة بكل إهتمام منتظراً ما تخبرنا به عن هذا المسجي ، حتى تأتي أحد اللحظات الفارقة وحتى هذه اللحظة يحبس الجميع أنفاسة حتى تأتي لحظة البكاء وينفجر الجميع ، هل أنا أشاهد هذه اللقطة كل يوم ، أشعر بذلك كل ما دخلت إلي المنزل كل يوم لأشاهد الشاشة وهي تتراقص ليس كموجات وإنما كصور متحركة ، أشعر أنها دوما تعبر عن هذا المتصل بها عبر الموجهة " الريموت " والذي يدفع الموجات إلي أن تكون مسطحة في كل مرة ولا أعرف لماذا يصر عقلي في كل مرة علي أن يعقد هذه المقارنة بين حالة الشاشتين في كل مرة ، ولكنني أشعر بطريقة عجيبة أنها هي هي نفس الموجات تماما
حاولت جاهدا أن أمسك الموجهة لأبعث الحياة في الشاشة ، تماماً كما يفعل الأطباء عندما يطلقون صواعق الكهرباء في جسد المريض في محاولة لإعادة الحياة وإدراك هذا المسجي ولكن الاستجابة دوما تأتي تماما كإستجابته ، فينتفض الجسم مطلقاً هزات تدل علي الحياة وبعدها يرجع إلي السكون مرة اخرى ، وفي كل محاولة كنت أضعف أكثر أمام ثبات الشاشة وثبات موجاتها ، فهي دائما تذهب إلي ما يريده الموجه ودائما تجعل الإشارات مسطحة تماماً كالخط المستقيم الذي لا ينحرف ، ولا أظن أنني بدرجة من الخوف حتى أجهش بالبكاء مثل الأهل عندما تنطلق هذه الصافرة الطويلة معلنة أن هذا المسجي قد فارق الحياة ، فدائما ما كنت أقنع نفسي أن هذا المسجي بالمؤكد كان سيرفض ولم يكن ليستسلم لو في إستطاعته لهذه الشاشة أبدا ، عكس هذه الشاشة التي كلما عدت إلي المنزل وجدتها هكذا بإختيار موجهها وتظل تتحرك موجاتها في خط مستقيم بدون أي تغيير ، مسطحة تماما
اليوم عدت إلي المنزل متعباً منهكاً كعاداتي ولم أمل حتى لا أفقد أملي كعادتي وجدت الشاشة مسطحة تكاد لا تتحرك صعوداً أو هبوطاً ولكنني قررت أن أستلم سريري وأغرق في نومي داعياً ألا تأتي أحلام مزعجة تجعل الشاشة الخاصة بي تتحرك صعوداً او هبوطاً بقوة كبيرة وإن كنت لا أظن أنها حتى في منامي ستصبح مسطحة تماماً أتمني هذا لنفسي طوال العمر وأتمناه لقراء مدونتي المتواضعة
أعتذر فأنا في إنتظار منبه الصباح لأبدا يوماً جديداً ومعركة جديدة أتمني دوماً أن تكون من معركة البحث عن بديل
دائما كانت تطاردني هذه الذكريات وأنا أتذكر الوالدة وهي تتابع الأستاذ عمرو خالد وجاسم المطوع و طارق السويدان ، وتتابع الأفلام الأجنبيه بشغف كبير ، أتذكرها دوما وهي تنادي لنتابع حواراً رائعاً أو وهي تنادي لنستمع كلمة لعمرو خالد ، أو نشرة أخبار ا لعاشرة والحادية عشر صيفاً بالجزيرة التي كادت أن تصبح عادة يومية في بيتنا او قل هي بالفعل كذلك في كل مرة كنت أدلج إلي المنزل أتذكر هذه المشاهد وفي كل مرة أخسر رهان نفسي وفي كل مرة أمني نفسي بأنه سيتوقف عند فقرة أهم أو عند شئ أظن حسب تصوري أنه مفيد ، في كل مرة أمني نفسي بهذة الأمنية وفي كل مرة أخسر أمنيتي كعاداتي
لا أفهم لماذا دائما عندما أري هذه الشاشة المسطحة دائما تذكرني بشئ واحد ، لا أفهم لماذا تلح علي دائما هذه الفكرة ، ولماذا تقتحم رأسي كل ما دخلت إلي المنزل وشاهدت الشاشة هكذا ، هل هي فعلاً كذلك أم أنه عقلي الذي يرسم خيالاً يربط ما يؤمن به او ما يعتقده بهذه الصورة دائما ، ولكن في النهاية في كل مرة أراه أتذكر هذا الشئ ، أعتقد أنه شئ مضحك ولكنه لماذا يكون مضحكاً لماذا لا يكون فعلاً كذلك ؟ لماذا لا يكون ذلك المشهد السينمائي لهذا المريض المسجي علي السرير والذي قاب قوسين أو أدني من الوفاة وشاشة الحياة التي تظهر حالة هذا المسجي تتراقص صعودا وهبوطاً موجاتها وهي تحبس انفاس عائلته والأطباء في مشهد لطالما استوقفني ، وفي كل مرة تتحرك الصورة من الأهل إلي الشاشة حسب إبداع المخرج يقترب مؤشر الرسم البياني من أن يصبح مسطحاً تماماً ، ثم يأتي في لحظات اخري ليتصاعد الرسم صعودا مرة ثانية ، ليطلق الجميع زفرة ارتياح قد تكون مؤقته يرجع بعدها إحتباس الانفاس ثانية ، ولكن الثابت أن الجميع يتابع الشاشة بكل إهتمام منتظراً ما تخبرنا به عن هذا المسجي ، حتى تأتي أحد اللحظات الفارقة وحتى هذه اللحظة يحبس الجميع أنفاسة حتى تأتي لحظة البكاء وينفجر الجميع ، هل أنا أشاهد هذه اللقطة كل يوم ، أشعر بذلك كل ما دخلت إلي المنزل كل يوم لأشاهد الشاشة وهي تتراقص ليس كموجات وإنما كصور متحركة ، أشعر أنها دوما تعبر عن هذا المتصل بها عبر الموجهة " الريموت " والذي يدفع الموجات إلي أن تكون مسطحة في كل مرة ولا أعرف لماذا يصر عقلي في كل مرة علي أن يعقد هذه المقارنة بين حالة الشاشتين في كل مرة ، ولكنني أشعر بطريقة عجيبة أنها هي هي نفس الموجات تماما
حاولت جاهدا أن أمسك الموجهة لأبعث الحياة في الشاشة ، تماماً كما يفعل الأطباء عندما يطلقون صواعق الكهرباء في جسد المريض في محاولة لإعادة الحياة وإدراك هذا المسجي ولكن الاستجابة دوما تأتي تماما كإستجابته ، فينتفض الجسم مطلقاً هزات تدل علي الحياة وبعدها يرجع إلي السكون مرة اخرى ، وفي كل محاولة كنت أضعف أكثر أمام ثبات الشاشة وثبات موجاتها ، فهي دائما تذهب إلي ما يريده الموجه ودائما تجعل الإشارات مسطحة تماماً كالخط المستقيم الذي لا ينحرف ، ولا أظن أنني بدرجة من الخوف حتى أجهش بالبكاء مثل الأهل عندما تنطلق هذه الصافرة الطويلة معلنة أن هذا المسجي قد فارق الحياة ، فدائما ما كنت أقنع نفسي أن هذا المسجي بالمؤكد كان سيرفض ولم يكن ليستسلم لو في إستطاعته لهذه الشاشة أبدا ، عكس هذه الشاشة التي كلما عدت إلي المنزل وجدتها هكذا بإختيار موجهها وتظل تتحرك موجاتها في خط مستقيم بدون أي تغيير ، مسطحة تماما
اليوم عدت إلي المنزل متعباً منهكاً كعاداتي ولم أمل حتى لا أفقد أملي كعادتي وجدت الشاشة مسطحة تكاد لا تتحرك صعوداً أو هبوطاً ولكنني قررت أن أستلم سريري وأغرق في نومي داعياً ألا تأتي أحلام مزعجة تجعل الشاشة الخاصة بي تتحرك صعوداً او هبوطاً بقوة كبيرة وإن كنت لا أظن أنها حتى في منامي ستصبح مسطحة تماماً أتمني هذا لنفسي طوال العمر وأتمناه لقراء مدونتي المتواضعة
أعتذر فأنا في إنتظار منبه الصباح لأبدا يوماً جديداً ومعركة جديدة أتمني دوماً أن تكون من معركة البحث عن بديل
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية