GLADIATOR
GLADIATOR
Ridley Scoot
لا استطيع أن أخفي إعجابي بأحد أكثر الأفلام التي تشدني ولا أمل من مشاهدتها علي شاكلة عمر المختار ومملكة الجنة والقلب الشجاع
لست ناقداً فنياً حتى أكتشف خبايا الفيلم ولست إلا متابعاً عادياً أو مشاهداً بسيطاً له ، إلا أنني لا أستطيع أن أتوقف عن التفاعل مع هذه الأفلام كلما شاهدتها ، عكس طبيعتي التي تبدوا عقلانية بصورة مفرطة ، وإن كنت لم أصل إلي حد البكاء تفاعلاً مع الفيلم في نهايته لما يحمله من صورة طوباوية شديدة المثالية لقائد أخلاقي فذ ، أختار الدفاع عن وطنة وشرفه وإنتقامه وبشرف حتى النهاية
فمهما حاولت لن أنكر أبداً أنني اشاهد الفيلم كثيراً وأتفاعل معه لما يحمله من معاني متعددة للغاية لعل أهمها بالنسبة لي هو الشرف
لطالما كانت حياتي تحمل معاني خاصة في موضوع الشرف والنبل والأخلاق الحميدة والتي أحترمها وأقدرها بكل ما تحمله كلمات الإقتدار والإحترام من معني وإن كانت تحصرعموماً لصالح المسلمين من خلال التراث الذي تحمله منطقتنا والتي تكاد تحصر هذه القيم في المسلمين أو العرب فقط ، هكذا برسائل خلفية ضمنية أو صريحة وتقلل من هذه المعاني لدي الآخرين في ثقافتنا ، أو تدخل حساب الآخرة في حسابات الدنيا لتنهي القصة بتحديد مصير الطرف الآخر مما ينفي جدوي أي شرف أو كرامة أو أمانة قام بها الشخص او تحقر منها أو تقلل منها علي أدني تقدير ، إلي الدرجة التي دفعت صديقاً لي سمعني مرة أتحدث عن بطولة وشجاعة ونبل أخلاق راتشيل كوري وأمتدحها وأحترمها للغاية ليحدد لي أن مصيرها الجحيم في النهاية ولكم أغاظني ذلك مع أنه صديق فلسطيني وراتشيل ماتت دفاعاً عن الفلسطينيين ، في ملحمة إنسانية رائعة ندر أن يجود الزمان بمثلها
لفت إنتباهي كثيرا الحرفية الفوق مستوي الرائعة التي خرج بها الفيلم وكأنه نقلني إلي هذا العصر بحذافيرة ، وكأنني أعيش داخل هذه المرحلة ، في صورة أقرب للخيال في ذهني عندما أتخيل هذه الفترة وتفاصيلها وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك من تقدم بآلاف السنوات في مجال العمل السينمائي وأن الطريق طويل لنا كشرقيين للوصول إلي عشر هذا الإبداع
لفت إنتباهي أكثر الأداء الرائع للممثلين بهذه الصورة وكأنهم ينتمون إلي هذا العصر ، وبخاصة الفنان الرائع " راسيل كرو " الذي كدت أن أصدق بالفعل أنه من هذا العصر وأن زوجته وأبنه أحرقاً بالفعل وأنه شهد ذلك ، كما الممثل الرائع " جواكين فونكس " الذي أدي دور الإمبراطور الذي كان أداءه كإمبراطور مريض تماماً في أداء تمثيلي فوق مستوي الروعة ، ولا أخفي إعجابا بالممثلة الرائعة " كوني نيسلن " التي كانت تعبيراتها وجهها تنقل صورة مطابقة تماماً لكافة الأحاسيس والمشاعر المتوقعة في التفاعل مع الحدث ولكم كانت أروع ما تكون في أداء هذا الدور الذي أعتبره من أعقد الأدوار التي شاهدتها والتي يبكي الشخص في داخلة محاولاً إخفاء مشاعره حتى لا ينكشف أمره أو في الإنتقال الدرامي الذي فاق التصور في بكائها بدعوي أنها لم تعد تتحمل الثبات والوقوف صامدة وأنها تعبت من ذلك
لكن الذي ملانئ عشقاً لهذه الفيلم وجعلني لا أمل من تكرار مشاهدته هو هذا الكم الضخم والرهيب من الرسائل السياسية التي يعج بها الفيلم وكأنها فيلم سياسي مصنوع ليعلم البشر السياسية
لا أعرف كم صفحة أحتاج أن أكتب عن هذا الفيلم الرائع ولكن سأحاول قدر الإمكان سرد ملاحظتي علي فقرات
أول ملاحظتي : هو أمنيتي بأن يلقي قادتنا الذين يعج بهم العالم العربي والإسلامي هذا الإهتمام الرائع للقادة الغربيين في الأفلام الأجنبية ، ويغيظني الأحاديث التي تدور حول عدم وجود سيناريوهات أو قصص للأفلام التي يتحدث بها البعض وتاريخنا يعج بالقصص لقادة عظماء نبلاء لكم صنعواً تاريخاً ويمكننا أن نصنع بهم أفلام تحمل رسائل عظيمة ليس لنا فقط ولكل العالم أيضاً ، هذا بالإضافة إلي إرسال رسائل حضارية تعليمية كتلك التي حملها هذا الفيلم
أول رسالة سياسية هو هذا القائد الفيلسوف الذي أدرك أهمية الحكم الديمقراطي وفضل الأبن الحقيقي وقدم المبدأ علي الأبن المريض الزائف في تجربة تاريخية فشل الكثير في تحقيقها وهي تقديم المبدأ علي هوي النفس ورغباتها هذا الامبراطور الفذ حسب الفيلم الذي يمارس العلم بجانب القيادة ، يصور الفيلم فيه نموذجاً للقائد الحقيقي وليدعنا نحن نتباكي علي ما يطلق عليهم روؤساء أو قادة في بلادنا في العصر الحالي
أما الرسالة الثانية فهو موقف القائد الذي وقف صلباً في مواجهة تجربة قذرة ولم يمالي سياسياً أو يخضع أو يتنازل لما للأمر من خطورة علي المبدأ والذي كان سينهيه كإنسان ويحوله إلي تابع خاضع يفقد كل أوراق الشرف والمروءة في مقابل النذل الذي خاض في عملية الخيانة ولطخ شرفه وسمعته وشارك في محاولة قتل رفيق كفاحة بل وطعن في الزج بنفسه في عملية إغتيال الزوجة والأبن
أما الرسالة الثالثة فهي رفض القائد للعب بسيف خشب وكأنه يقول لست أنا من يلعب بسيوف الخشب
أما الرسالة الرابعة فهي عندما يظن أحدهم أنه هو الأب والمعلم للشعب فأنه مشروع ديكتاتور تام ، وكل من يتخيل نفسه وصياً علي الشعب كما تحدث الإمبراطور في الدور وكأن الشعب ملك يمينة فلهو تماماً أول مشروع لديكتاتور قادم أضف لذلك العمق السياسي الذي ظهر لأعضاء مجلس الشيوخ في سؤالهم عن كيف سيقوم بإطعام الشعب وإحراجة سياسياً ، ليوصل رسالة أن الفلسفة والحكمة قد تبدوا للبعض إجهاداً عقلياً وكلام فارغاً ولكنها بالفعل علي المدي الإستراتيجي هي موجهة الشعب للأفضل وللأنسب وهي حامية الشعب من الإنحراف والتخبط في تجارب فردية فاشلة ، فالفلسفة والحكمة هي إدراك تصرفات الأفعال أو إدراك ما ستؤول إليه الأمور وهي لا تؤتي إلي للقليل من الناس ومنهم القادة بالطبع الذين يستلهمون المستقبل بعيونهم وأبصارهم فيوجهوا شعوبهم نحو الأفضل ، ولا يرفضها إلا الجهلاء والديكتاتوريون ويعتبرونها نوعاً من الصداع كما تحدث مرة هتلر قائلاً كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي
أما الرسالة الخامسة فهو هذا الوعي منقطع النظير لأعضاء المجلس بلعبة الملك في نشر الألعاب لإلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية والتي يسير خلفها الشعب مختاراً طائعاً ، ليقاد إلي حتفه تماماً كما تحدث عضو المجلس بالفيلم
أما الرسالة السادسة فهي التي تحدث بها التاجر مخبراً أياه بأن الإنتصار ليس بتعاظم القوة ولا سرعتها بل بكسب الجماهير ، اكسب عقول الناس وأفئدتهم تحصل علي النجاح وتحصل علي التأييد
أما الرسالة السابعة فهي أن الديكتاتوريين لا يتورعون عن أي ألعاب رخيصة للوصول إلي أطماعهم وأنه لا حدود لذلك بالنسبة لهم ، حدودهم فقط هو الخوف من إنقلاب الأمور عليهم وظهر ذلك جلياً في عدم سعي الإمبراطور لقتل القائد قبل أن يقتل إسمه خوفاً من تأثيرات أسمه فيما بعد
أما الرسالة الثامنة وهي الأهم بالنسبة لي شخصياً فهي رسالة القيم والأخلاق والمبادئ التي تظل عنوان كل إنتصار أو هزيمة وهي العنوان الأسمي للإنسانية والذي كلما اقتربت منه كلما اقتربت من حياة أفضل وكلما أبتعدت عنه تاهت في خضم المجاهل والأهوال وتدمير الوجود ، فكما تحدث القائد في الفيلم عن أنه ليست هذه روما التي حلم بها القيصر الحقيقي وليست هذه روما بالنسبة إليه التي يتسلي فيها بعض الجهلاء بمقتل أخوانهم في الإنسانية أمامهم ، بل روما هي روما العدل والمساواة وإحترام الإنسان وإحترام كرامته والديمقراطية والحرية ومعيشة أفضل للجميع
أظن وبلا شك أنني تفاعلت وبصورة كبيرة مع مشاهد الطفولة البريئة في ذهاب الطفل لإحتضان من ظن أنه أبوه وكذلك في الحلم الوردي في نهاية الفيلم لجري الطفل بجوار أمه لإحتضان أبوه تلك المشاعرالتي رسمتها يد إبداع المخرج في أبهي صورة يمكن تخيلها ، إلي جانب مشاعر الحب الفياضة التي تتحرك وراء آلالام الظلم والتي خرجت أيضاً بصورة درامية عالية للغاية
أعتقد أنني في النهاية أكن إحتراماً وإجلالاً غير عادي للطفولة والمرأة ولا أظنني أتخيل عالم الطهر والنقاء والمشاعر الفياضة بدون طفل وإمراءة وبالأحري بدون أحضانهما وقبلاتهما
أما أكثر الكلمات التي طربت لها أذني فهي Hold The Line and Stay With Me
أظن أنني شاهدت فيلماً أحترمه كما يحترم عقلي وأتمني أن اشاهد مثيلة الكثير وأتمني يوماً لوطني أن يخرج أبطالاً كصلاح الدين وقطز والفاتح وغيرهم الكثير ممن يملأون تاريخناً ، يخرجهم في أفلام ناضجة حقيقية تحمل رسالة تطوير وتنمية لأوطانهم ومن يدري ربما تحمل إلينا صلاح الدين وقطز والفاتح للقرن العشرين
26 / 11 / 2007
Ridley Scoot
لا استطيع أن أخفي إعجابي بأحد أكثر الأفلام التي تشدني ولا أمل من مشاهدتها علي شاكلة عمر المختار ومملكة الجنة والقلب الشجاع
لست ناقداً فنياً حتى أكتشف خبايا الفيلم ولست إلا متابعاً عادياً أو مشاهداً بسيطاً له ، إلا أنني لا أستطيع أن أتوقف عن التفاعل مع هذه الأفلام كلما شاهدتها ، عكس طبيعتي التي تبدوا عقلانية بصورة مفرطة ، وإن كنت لم أصل إلي حد البكاء تفاعلاً مع الفيلم في نهايته لما يحمله من صورة طوباوية شديدة المثالية لقائد أخلاقي فذ ، أختار الدفاع عن وطنة وشرفه وإنتقامه وبشرف حتى النهاية
فمهما حاولت لن أنكر أبداً أنني اشاهد الفيلم كثيراً وأتفاعل معه لما يحمله من معاني متعددة للغاية لعل أهمها بالنسبة لي هو الشرف
لطالما كانت حياتي تحمل معاني خاصة في موضوع الشرف والنبل والأخلاق الحميدة والتي أحترمها وأقدرها بكل ما تحمله كلمات الإقتدار والإحترام من معني وإن كانت تحصرعموماً لصالح المسلمين من خلال التراث الذي تحمله منطقتنا والتي تكاد تحصر هذه القيم في المسلمين أو العرب فقط ، هكذا برسائل خلفية ضمنية أو صريحة وتقلل من هذه المعاني لدي الآخرين في ثقافتنا ، أو تدخل حساب الآخرة في حسابات الدنيا لتنهي القصة بتحديد مصير الطرف الآخر مما ينفي جدوي أي شرف أو كرامة أو أمانة قام بها الشخص او تحقر منها أو تقلل منها علي أدني تقدير ، إلي الدرجة التي دفعت صديقاً لي سمعني مرة أتحدث عن بطولة وشجاعة ونبل أخلاق راتشيل كوري وأمتدحها وأحترمها للغاية ليحدد لي أن مصيرها الجحيم في النهاية ولكم أغاظني ذلك مع أنه صديق فلسطيني وراتشيل ماتت دفاعاً عن الفلسطينيين ، في ملحمة إنسانية رائعة ندر أن يجود الزمان بمثلها
لفت إنتباهي كثيرا الحرفية الفوق مستوي الرائعة التي خرج بها الفيلم وكأنه نقلني إلي هذا العصر بحذافيرة ، وكأنني أعيش داخل هذه المرحلة ، في صورة أقرب للخيال في ذهني عندما أتخيل هذه الفترة وتفاصيلها وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك من تقدم بآلاف السنوات في مجال العمل السينمائي وأن الطريق طويل لنا كشرقيين للوصول إلي عشر هذا الإبداع
لفت إنتباهي أكثر الأداء الرائع للممثلين بهذه الصورة وكأنهم ينتمون إلي هذا العصر ، وبخاصة الفنان الرائع " راسيل كرو " الذي كدت أن أصدق بالفعل أنه من هذا العصر وأن زوجته وأبنه أحرقاً بالفعل وأنه شهد ذلك ، كما الممثل الرائع " جواكين فونكس " الذي أدي دور الإمبراطور الذي كان أداءه كإمبراطور مريض تماماً في أداء تمثيلي فوق مستوي الروعة ، ولا أخفي إعجابا بالممثلة الرائعة " كوني نيسلن " التي كانت تعبيراتها وجهها تنقل صورة مطابقة تماماً لكافة الأحاسيس والمشاعر المتوقعة في التفاعل مع الحدث ولكم كانت أروع ما تكون في أداء هذا الدور الذي أعتبره من أعقد الأدوار التي شاهدتها والتي يبكي الشخص في داخلة محاولاً إخفاء مشاعره حتى لا ينكشف أمره أو في الإنتقال الدرامي الذي فاق التصور في بكائها بدعوي أنها لم تعد تتحمل الثبات والوقوف صامدة وأنها تعبت من ذلك
لكن الذي ملانئ عشقاً لهذه الفيلم وجعلني لا أمل من تكرار مشاهدته هو هذا الكم الضخم والرهيب من الرسائل السياسية التي يعج بها الفيلم وكأنها فيلم سياسي مصنوع ليعلم البشر السياسية
لا أعرف كم صفحة أحتاج أن أكتب عن هذا الفيلم الرائع ولكن سأحاول قدر الإمكان سرد ملاحظتي علي فقرات
أول ملاحظتي : هو أمنيتي بأن يلقي قادتنا الذين يعج بهم العالم العربي والإسلامي هذا الإهتمام الرائع للقادة الغربيين في الأفلام الأجنبية ، ويغيظني الأحاديث التي تدور حول عدم وجود سيناريوهات أو قصص للأفلام التي يتحدث بها البعض وتاريخنا يعج بالقصص لقادة عظماء نبلاء لكم صنعواً تاريخاً ويمكننا أن نصنع بهم أفلام تحمل رسائل عظيمة ليس لنا فقط ولكل العالم أيضاً ، هذا بالإضافة إلي إرسال رسائل حضارية تعليمية كتلك التي حملها هذا الفيلم
أول رسالة سياسية هو هذا القائد الفيلسوف الذي أدرك أهمية الحكم الديمقراطي وفضل الأبن الحقيقي وقدم المبدأ علي الأبن المريض الزائف في تجربة تاريخية فشل الكثير في تحقيقها وهي تقديم المبدأ علي هوي النفس ورغباتها هذا الامبراطور الفذ حسب الفيلم الذي يمارس العلم بجانب القيادة ، يصور الفيلم فيه نموذجاً للقائد الحقيقي وليدعنا نحن نتباكي علي ما يطلق عليهم روؤساء أو قادة في بلادنا في العصر الحالي
أما الرسالة الثانية فهو موقف القائد الذي وقف صلباً في مواجهة تجربة قذرة ولم يمالي سياسياً أو يخضع أو يتنازل لما للأمر من خطورة علي المبدأ والذي كان سينهيه كإنسان ويحوله إلي تابع خاضع يفقد كل أوراق الشرف والمروءة في مقابل النذل الذي خاض في عملية الخيانة ولطخ شرفه وسمعته وشارك في محاولة قتل رفيق كفاحة بل وطعن في الزج بنفسه في عملية إغتيال الزوجة والأبن
أما الرسالة الثالثة فهي رفض القائد للعب بسيف خشب وكأنه يقول لست أنا من يلعب بسيوف الخشب
أما الرسالة الرابعة فهي عندما يظن أحدهم أنه هو الأب والمعلم للشعب فأنه مشروع ديكتاتور تام ، وكل من يتخيل نفسه وصياً علي الشعب كما تحدث الإمبراطور في الدور وكأن الشعب ملك يمينة فلهو تماماً أول مشروع لديكتاتور قادم أضف لذلك العمق السياسي الذي ظهر لأعضاء مجلس الشيوخ في سؤالهم عن كيف سيقوم بإطعام الشعب وإحراجة سياسياً ، ليوصل رسالة أن الفلسفة والحكمة قد تبدوا للبعض إجهاداً عقلياً وكلام فارغاً ولكنها بالفعل علي المدي الإستراتيجي هي موجهة الشعب للأفضل وللأنسب وهي حامية الشعب من الإنحراف والتخبط في تجارب فردية فاشلة ، فالفلسفة والحكمة هي إدراك تصرفات الأفعال أو إدراك ما ستؤول إليه الأمور وهي لا تؤتي إلي للقليل من الناس ومنهم القادة بالطبع الذين يستلهمون المستقبل بعيونهم وأبصارهم فيوجهوا شعوبهم نحو الأفضل ، ولا يرفضها إلا الجهلاء والديكتاتوريون ويعتبرونها نوعاً من الصداع كما تحدث مرة هتلر قائلاً كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي
أما الرسالة الخامسة فهو هذا الوعي منقطع النظير لأعضاء المجلس بلعبة الملك في نشر الألعاب لإلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية والتي يسير خلفها الشعب مختاراً طائعاً ، ليقاد إلي حتفه تماماً كما تحدث عضو المجلس بالفيلم
أما الرسالة السادسة فهي التي تحدث بها التاجر مخبراً أياه بأن الإنتصار ليس بتعاظم القوة ولا سرعتها بل بكسب الجماهير ، اكسب عقول الناس وأفئدتهم تحصل علي النجاح وتحصل علي التأييد
أما الرسالة السابعة فهي أن الديكتاتوريين لا يتورعون عن أي ألعاب رخيصة للوصول إلي أطماعهم وأنه لا حدود لذلك بالنسبة لهم ، حدودهم فقط هو الخوف من إنقلاب الأمور عليهم وظهر ذلك جلياً في عدم سعي الإمبراطور لقتل القائد قبل أن يقتل إسمه خوفاً من تأثيرات أسمه فيما بعد
أما الرسالة الثامنة وهي الأهم بالنسبة لي شخصياً فهي رسالة القيم والأخلاق والمبادئ التي تظل عنوان كل إنتصار أو هزيمة وهي العنوان الأسمي للإنسانية والذي كلما اقتربت منه كلما اقتربت من حياة أفضل وكلما أبتعدت عنه تاهت في خضم المجاهل والأهوال وتدمير الوجود ، فكما تحدث القائد في الفيلم عن أنه ليست هذه روما التي حلم بها القيصر الحقيقي وليست هذه روما بالنسبة إليه التي يتسلي فيها بعض الجهلاء بمقتل أخوانهم في الإنسانية أمامهم ، بل روما هي روما العدل والمساواة وإحترام الإنسان وإحترام كرامته والديمقراطية والحرية ومعيشة أفضل للجميع
أظن وبلا شك أنني تفاعلت وبصورة كبيرة مع مشاهد الطفولة البريئة في ذهاب الطفل لإحتضان من ظن أنه أبوه وكذلك في الحلم الوردي في نهاية الفيلم لجري الطفل بجوار أمه لإحتضان أبوه تلك المشاعرالتي رسمتها يد إبداع المخرج في أبهي صورة يمكن تخيلها ، إلي جانب مشاعر الحب الفياضة التي تتحرك وراء آلالام الظلم والتي خرجت أيضاً بصورة درامية عالية للغاية
أعتقد أنني في النهاية أكن إحتراماً وإجلالاً غير عادي للطفولة والمرأة ولا أظنني أتخيل عالم الطهر والنقاء والمشاعر الفياضة بدون طفل وإمراءة وبالأحري بدون أحضانهما وقبلاتهما
أما أكثر الكلمات التي طربت لها أذني فهي Hold The Line and Stay With Me
أظن أنني شاهدت فيلماً أحترمه كما يحترم عقلي وأتمني أن اشاهد مثيلة الكثير وأتمني يوماً لوطني أن يخرج أبطالاً كصلاح الدين وقطز والفاتح وغيرهم الكثير ممن يملأون تاريخناً ، يخرجهم في أفلام ناضجة حقيقية تحمل رسالة تطوير وتنمية لأوطانهم ومن يدري ربما تحمل إلينا صلاح الدين وقطز والفاتح للقرن العشرين
26 / 11 / 2007
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية