رحلة البحث عن بديل !!!

الجمعة، ١٧ أغسطس ٢٠٠٧

الحاسبات لا تفكر بالنيابة عنا

جاءني هذا اليوم مبتهجاً بالبرنامج الجديد الذي أبتكره ، كان جذاباً بحق ورائعاً ، لا أعرف ما سر السعادة الداخلية التي شعرت بها عندما شاهدت البرنامج ، هل هو حب نفسي لكل جديد ورغبتها بالتغيير دوما ، أما هو البرنامج الذي سيسهل لي بعض العمليات التي كنت أرغب في تأديتها والتي وفرت الكثير من الجهد ، لا أعرف إجابة حتى اللحظة لهذا السؤال الذي يلح علي دوماً كلما آتانا صاحبنا بشئ جديد ، في كل مرة أتطلع أليه وأظل محدقاً متتبعاً في محاولة لفهم طريقة تفكيرة ، هل هو صعب معقد لهذه الدرجة ؟ أم هو بسيط لا يحتاج إلا لجلستين لتفسيرة ؟ هل هو خبير يفهم منتهي ما يبحث عنه ؟ أم هو مطبق يملك سنوات عمر أكثر مما يملكها الآخرين ؟ هل يمكن أن يتوافر إنسان مقلد مطبق في هذا العلم بل وفي هذا العالم بل وفي هذا التخصص ؟
هل يمكن بالفعل أن يوجد مقلدون تابعون في مجال الأصل فيه هو التغير كل يوم وكل لحظة ؟
قطعت حبل أفكاري نتيجة تراكم أعمالي وجلست لأتم جزءاً من مهام عملي التي فهمت من ثالث يوم أو رابع يوم أنها لم تنتهي ولن تنتهي وبدأت أسجل علي الكمبيوتر واجمع الملفات ولكن هيهات فيما يبدوا أن أتوقف عن التفكير فما أن فرغت لأعمالي وتوقفت عن الحديث مع الآخرين حتى أخذت أفكر متعمقاً كيف تطور هذا البرنامج هكذا وكيف صار من أيقونة واحدة إلي ما لا يقل عن عشرين أيقونة ، هكذا حكي لي الرفقاء عن هذا البرنامج وفي كل مرة يستهجنونة وفي كل مرة يتعجبون من كيف كبر هذا البرنامج بهذه الصورة وكيف تحول من برنامج صغير للغاية إلي هذا البرنامج المتعدد الأيقونات وفي كل مرة يستهجنونة لضعفة الشديد وعدم تلبيته لما تطلبه المهمة ، ويصمت الجميع متذمراً ويأتي صاحبناً مبتهجاً بهذه الإضافة ، رباه أحدهم أكتشف خطأ بعد جهد كبير ، أتصل بصاحبنا مخبرا له عن هذا الخطأ ، حبست أنفاسي لاري رد فعله ، أنتظرته أن يفكر في أين تكمن المشكلة ولكن في كل مرة كان يرد مستهيناً بالخطأ ثم يبدأ في عملية الإصلاح والترقيع ، وفي كل يوم كان يظهر خطأ أتابع ردة فعل صاحبي وفي كل مرة كان الرد مستهيناً كالعادة
تعجبت منه في هذا المجال ويمارس أدوار كنت أظن أن التاريخ قد أغلق أبوابه عليها ، وبقي فقط لمن يبحثون عن البديل الأفضل ، لكن صاحبي دائما كان يوصلني رسالة أن الآخرين موجودون بل قل إن عدد السنوات التي عاشوها تعطيهم قوة تفوق قوة الباحثين عن بديل ، بل إن تشعب علاقتهم يمنحهم فرصاً كثيرة في التأثير في مجري الأحداث
حاولت هذه المرة أن اري ردة فعل من حولي لاري تفاعلهم
في احد الجلسات أخذ يحدثنا مديرنا عن فوائد برامج لطالما حاول جذب أحدهم لينال قبول أصحاب المشروع ، ولطالما أعياه الجهد في شرح كيف أن هذا البرنامج ضعيف ولا يلبي طموحات المشروع ولطالما حاول مقنعاً أياهم بأن البرنامج ضعيف ولكن محاولاته حتى الآن ظلت غير قادرة ، فما يفعله صاحبنا من إضافات علي برنامجة تسحر العيون والأبصار ، سألناه متعجبين وكيف لصاحب المشروع الا يقتنع ، فضحك مبتسماً سائلاً من اين تأتي البداية هل من تصنيف وهنا استوفني السرد وأخذت انصت بإهتمام وهو يروي عن صاحب المشروع الخائف من التغيير وعن صاحب البرنامج القديم الذي يحاول مستميتاً الدفاع عن برنامجه بالهجوم دائماً علي عقول من يستخدمون البرنامج وأنهم لا يدركون أهميته ولا كيفية استخدامة وان برنامجه ملئ بالأشياء التي لا يعرفها الناس ، وبين هؤلاء الذين عاشوا جل عمرهم يستخدمون هذا البرنامج ولا يستطيعون تبديلة ، فهم خائفون من برنامج جديد يفقدهم معرفتهم فاخذوا يدافعون عن البرنامج ، وبين هؤلاء الذين تربطهم بصاحبنا علاقات جيدة ، فهم خائفون علي ارتباطهم بصاحبنا ، فقد يأتي اصحاب برنامج أخر لا يعرفونهم ، وهناك صامتون عاجزون عن الفعل ، يذكرونني دائما باخبار الأغلبية الصامته في كل قطر عربي ، لا أنكر أنني أضحك وأنا أكتب الأغلبية الصامته ، التي تتهامس فيما بينها في رفض ما يحدث ولكنها عاجزة عن التأثير في مجري الاحداث ، أظن أنه إبتكار عبقري هذه التسمية وكم هي تسمية معبرة للغاية عن هذه الأغلبية التي تبدي تذمرها دائماً خلف الأبواب المغلقة وبعيداً عن سمع وبصر الآخرين ، الأعجب أن حديثها يتردد في كل جنبات المؤسسة ، تماماً كما يتردد كره نظامنا في كل بقعة من اوطاننا ولكنها أغلبية تشبه تماماً أغلبية أوطاننا ، أغلبية عاجزة عن الفعل ، عاجزة عن التأثير ، تنتظر المخلص أو القائد ، تنتظر صاحب الأمل صاحب الطريق الجديد ، تنتظر دائماً من يقودهاً ، تبحث عن من يرشدها ويضئ لها الطريق ولكنها في النهاية هي من سيخترق الطريق , ومن سيفتح الأبواب ، هكذا تخيلي عنها وهكذا ينتظرها الجميع وهكذا هي تنتظر نفسها
أنتظرت بعد أسبوع ليأتي صاحبنا بشئ جديد ولا أظنه سيستمر في ذلك ، فأظنه بالأساس ضد التجديد إلي أن يأتي الآخرون بالجديد ليبدأ بملاحقتهم وليبدأ بإضافة خواص الآخرين لدية ، ثم بعدها يخرج مبتهجاً علي الجميع أنا أملك الجديد أنا عندي برنامج يقوم بهذه الأشياء
حاولت أن أخترق بعقلي وعيوني المستقبل باحثاً ، فأرهقتني حجب الظلام ، واتعبتني غيوم التبعية ، فدفعت نفسي دفعاً لتمارس محاولاتها المستميته في إلقاء نظرة او سماع همسة من المستقبل فلم أري إلا عودة وعودة لأن الحياة علمتنا أنها دائما تختار المبادرين وتختار المتقدمين وبالمؤكد تختار الباحثين
إنها حقيقة تكاد تكون أبدية أن المبادر هو دائما ً من يحقق النجاح وهو دائماً من يخترق المستقبل ويصنعه ويشارك فيه ، وأنه لامكان في مستقبل البشر لأدعياء التقليد والمتمسكين بأثارهم والمتباكين علي ماضيهم
أمين محمد
17 / 12 / 2007 م

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية