رحلة البحث عن بديل !!!

الأربعاء، ١٢ ديسمبر ٢٠٠٧

هل من وقفة ؟

اليوم وكأيام عديدة تنتابني لحظات عسيرة وإن كنت لا اظنها اليوم في اقساها لولا ارتباطها بموقف معين ، اليوم اشعر بتيه حقيقي وبندم حقيقي وفي لاجدوي كبيرة
اليوم سأكتب ما سوف أعجز عن تفسيره يوماً ما ، كما سيعجز من يقرأ هذه الكلمات مني في تفسير ما سوف أكتب لأنه ينبغي أن لا يقرأه أحد ولا يفهمه أحد بل ولا يعرفه أحد
اليوم أشعر بأنني في نفسية مرهقة ، اليوم أشعر انني حقاً تهت للمرة الألف أو للمرة الألفين ، اليوم أحس أن صمودي خذلني ، وعقلي هجرني ، وهواي دفعني ، وضعفي قادني ، لأنني أقتربت واقتربت بعد ان اقتربت وما كان لي أن أقترب ودنوت ودنوت بعد ان دنوت وما كان لي أن أدنوا ، اليوم فقط أعترف لنفسي قبل غيري بأنني قدت نفسي إلي ما لا تبغيه ، أو هي قادتني من التعب ، اليوم يجب أن يتحمل أحدنا ما وصلت نفسي أو ما وصلت إليه ، لا أعرف حقاً لمن أحمل هذه التركة الثقيلة وهذه الحمل الهائل لنفسي أم لي أنا ، اليوم هو يوم يجب أن أحتار لأنني اقتربت وكنت أقترب
اليوم سأكتب غامضاً ، لأحدث نفسي بأحاديث غامضة ، لأنني يجب أن أكون اليوم غامضاً ، اليوم اسطر بيدي هذا الهم الرهيب القابع فوق نفسي والذي ينتابني في لحظات ثم يذهب في لحظات ولا أدري لماذا يأتي ولا أدري لماذا يذهب ؟ ، اليوم سألقي علي الأوراق أو علي حديد الحاسب هذه الأثقال ولا أعرف هل ستحتمل ، ولا أظنها لو أدركت ما بداخلها لتحملت ، لذلك لن أتوجه بالرجاء إليها لأني أعلم أنها لو علمت ما كانت لتحتمل
اليوم بالفعل أني متعب ومرهق يا نفس من كثرة الأثقال ومن كثرة الأحمال ومن كثرة الأخطاء ومن طول التيه ومن مراراة التجارب ومن فداحة الأثمان
اليوم أعلن أن نفسي تلقت هزيمة جديدة وإن لم تكن أول هزيمة ولا أظنها ستكون آخر هزيمة ، لأنها نفسي التي ظلت تبحث عن مكان في المنتصف فهاهي تعلن من جديدة عجزها عن الوقوف في الوسط
اليوم تلقت نفسي درساً في منطقة الوسط وعلمت أنها أصعب منطقة يمكن أن يحيا فيها البشر ، اليوم فقط أدركت مدي فداحة هذا المنتصف ، كل ذلك لأنه منطقة الوسط
اليوم أنتصرت عليها قسوة الحياة في معركة جديدة ، اليوم خذلتها قوة الصمود وقدرة البقاء وقدرة التحدي ، اليوم آن لها أن تعلن أنها حائرة تبحث عن دليل ، بعد أن ظلت تصرخ باحثة عن رفيق ولكن الحياة تقف مرة آخرة معاندة لها وتقول لها لم يأت الوقت بعد ، ولم تحن الساعة ، هذا إن كان هناك بالفعل من ينتظر وإن كان هناك ساعة وإن كان هناك من سيتوقف عن عناده
تتردد في أذني في هذا اللحظة موسيقي الحزن والألم والمعاناة طاردة كل آمال المستقبل والبحث عن الذات والطموح والرغبة في الدنيا ، بل والضحك والابتسامة ، إنها موسيقي تمتزج بحالة الإرهاق نتيجة الأعباء في كل اتجاه ، نتيجة الحرمان وتضاؤل الأحلام وسط قسوة الحياة
هل لو عادت بي الحياة فسوف أختار نفس الخيارات ، سؤال لطالما سألته لنفسي ، ولطالما كلما ألحت علي نفسي وارهقتني بالتعب ، وكلما تجمع الاجهاد ضارباً بنفسي وضارباً بروحي إلي الأعماق باحثة حيرانة ، تردد هذا السؤال ليغرق مع حالتي في الأعماق ، إنها أعماق سحيفة بالمؤكد أتذكر ما أخجل منه وأتمني أن تطويه نفسي في بحر النسيان قبل أن يطويه التاريخ أو يحفظه خالق الارض والسماء ولا يخرج للأبد
بالمؤكد ان خالق الأرض والسماوات هو فقط القادر علي حفظة وسترة وعلي غفرانة ، لأنه هو السميع وهو الحفيظ وهو الغفور الرحيم ، وهو أيضاً الكريم الذي أدعوه كلما أظلمت الدنيا في عيني وأخذني الارهاق والخوف إلي أن أسأله ولو في غير صلاة أن يضئ هذا الطريق ، وأن يحفظ الأسرار ويستر العورات فهو الحفيظ ، وأن يغفر الزلات فهو الغفور وهو الرحيم وأن يفيض بالنور والخير فهو الجواد الكريم
أدعوه بقلب تائه حيران ، يتذكر كلماته العلا (( وإذا سألك عبادي عني فإن قريب )) ، أدعوه بنفس أرهقت وتعبت من كثرة الأعباء ومن قسوة الحياة ومن ظلمة الواقع ومن تيه النفس في الأعماق ، أدعوه من بين أسطر الكلمات ومن زفرة الروح ومن تنهيدة القلب المتعب المخطئ ، أدعوه أن يضئ الطريق وأن يرشدني فأنا حيران ، أدعوه أن يرسل الرحمة وأن يرفع الضيق وأن يسكن الآلام .
أدعوه أن يذكرني بهذه اللحظات وبهذه الرجاوات وبهذه الدعوات التي كانت صافية وأظنها كانت خالصة ، أدعوه أن يقربني من هذه الأيام التي تاهت وسط خضم الأحداث المتلاحقة وأن يرد لي هذه اللحظات التي هربت من نزلات الضغوط المتكررة ، وأن يعيد لي مشاعري التي سلبت في أتون صراعات متتالية ، وأن يعيد براءة فقدت في بحر أمواج متلاطمة
أدعوه بعد أن بذلت ما أستطيع وإن كان أقل مما أستطيع ولولا عفوه وكرمه لغدوت أضيع وأبعد ، ولزدت حيرة وتيها وخوفاً ورجاء وأملاً ،
أدعوه راجياً عطفاً واسعاً وكرماً فياضاً غامراً ، ورحمة واسعة
أدعوه إلهاً عظيماً قادراً غافراً راحماً
أدعوه الأن أكثر من أي وقت وأكثر من أي لحظة أن يكون بجانبي وأن يحيطني بعنايته ويهديني بهدايته وينير طريقي بنوره الذي ملأ أركان عرشه
أدعوه وسأظل أدعوه مهما أبتعدت ومهما اقتربت ومهما ناجيت ومهما أعلنت ، فهو سندي وعوني أدعوه مردداً
يا مغيث التائهين يا ملاذ الخائفين
يا راحماً عبرة العيون في وجوه الضارعين
إلهي حلمك بسط أملي بعفوك عن سوء عملي
وحيائي منك وخجلي إذ سلوت عنك بقدري
لعلياك فوضت أمري وأنت أرحم الراحمين
ويسرك كان ياربي معيناً وإني طامع بدوام يسرك
إلهي كنت ستاراً وإني لأرجوا أن تديم جميل سترك
تقضي العمر لم أشكرك حقاً فكن عوني علي تحقيق شكرك
لئن طغت الذنوب فحسب نفسي بأنك واحد ما كنت أشرك

الباحث دوماً / أمين محمد

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية