الحكومة الإخوانية كطريق إلي الحل .......
تعتبر فكرة القضاء علي نظام مبارك فكرة
أساسية ومحورية في سبيل تحقيق أهداف الثورة ، والنجاح فيها يحقق نقلة كبيرة في
سبيل تحقيق أهدافها وهدف بناء الدولة علي أسس وقواعد جديدة ، إلا أن هناك إشكالية
عميقة عند التعامل مع نظام مبارك ، فتظل فكرة الإضرابات والاعتصامات والتظاهرات
فاعلة في عملية تكسير العظام بين الثورة والنظام ، إلا أنه تبرز إشكالية إحلال
حقيقية لكوادر ثورية بدلاً من الكوادر
الخاصة بنظام مبارك ، ، وهنا تبرز معاناة الثورة الشبابية في عدم الجاهزية لهذه
العملية لما تتطلبه من خبرات في إدارة كيان دولة وكذلك لإنشغال الناشطين السياسين
في عمليات الاعتصام والأضراب والتمرد والتي تتطلب مجهوداً كبيراً لإتمام عمليات
الهدم التي يبدوا فيها واقعاً عدم القدرة علي النفاذ للنظام واقعياً من خلال أذرع
النظام الثقافية والإعلامية والتنميطية المختلفة التي ساعدت عليها أيضاً إشكاليات
قانونية مرتبطة بالتشريعات الخاصة القديمة التي تجعل عملية الإحلال أشد صعوبة
وأكثر حاجة لشئ مختلف .
الطريق إلي الحل !!!
هنا تبرز حالة إحتياج الثورة إلي مرحلة
إنتقالية داخل الثورة تحافظ علي ديناميتها بنفس الوقت التي تستمر فيه عمليات تكسير
بنية النظام القديم الحقيقية
أتفق مع الأراء العديدة المتخوفة من الإخوان
والحركات الدينية والمبنية علي تشابه الوضع الداخلي لهما مع النظام ، والذي يتماهي
معه في العقل والتصرفات علي المستوي السياسي والذي مؤداه في حالة التحقق هو إعادة
انتاج النظام القديم بطريقة دينية
ولكن ..........
عند قراءة متعمقة للأحداث تجعل هذا الافتراض
بحاجة إلي معالجة جادة وجريئة وبها نوع من المغامرة ، تقي الثورة فخ الصدام مع
التيارات الدينية لما له من تكلفة باهظة علي المسار الثوري ، وكحاجة أخلاقية
لتفادي فكرة إستخدام التصويت القائم علي الاستخدام الديني في العملية السياسية
الذي أداره النظام بمهارة لتخفيف وقع الضربات التي وجهتها له الثورة
لذلك أري أن فكرة التعاطي مع الاحداث من خلال
ممارسة الضغط علي البرلمان عن طريق الإضرابات والمظاهرات والأعمال الاحتجاجية
المختلفة بقوة لإجباره علي الصدام مع العسكري وعدم الاعتماد فقط علي المواجهة
المباشرة مع العسكري كوسيلة لتخطي فكرة مواجهة البرلمان والتي يستخدمها العسكري
لإيجاد حالة من التناحر ، ويعطي مساحة كبيرة للإختلاف داخل المجتمع ، يستفيد منها
المجلس ، ونقل الكرة إلي ملعب المجلسين فإما الاستجابة لمتطلبات الشارع او إنهيار
البرلمان وعجزة عن تحقيق أهداف الشارع وبذلك يكون سقوطه شرعياً.
وإتماماً لنفس الفكرة أري أن فكرة القبول
بمبدأ حكومة يقودها الاخوان والضغط في هذا الاتجاه يدفع لتحقيق نفس الفكرة والتي
تحقق العديد من الاهداف
1 ـ إلزام الاخوان علي مستوي الاداء بالقيام
بخطوات إيجابية اتجاه المجتمع وإلا سوف يؤدي إلي خسارة الشارع وهو ما سيدفع في
اتجاه المواجهة مع النظام
2 ـ الإستفادة من عملية الإحلال التي سيقوم
بها الاخوان بالتعاون مع بعض الاحزاب الأخرى المشتركة في الحكومة لتوجيه ضربات لتماسك
النظام عن طريق إزالة أعضائه من المراكز التنفيذية والفاعلة في القطاعات الحكومية
المختلفة
3 ـ سوف تفيد الخطوة إعادة بناء الشارع علي
أسس سياسية إجرائية وقانونية تفيد فكرة
القضاء علي الإستخدام الديني والشعارتي في العملية السياسية وتنقلنا تدريجياً إلي
المشاريع الجادة والعملية ، مع إقصاء كل هذه الرموز الشكلية والمفتقدة لأي
إمكانيات سياسية حقيقية
4 ـ تعتبر فرصة كبيرة للثوار للإرتباط
بالشارع عن طريق الالتحام مع الجماهير في الإعتصامات والإضرابات وكافة أشكال
العملية الميداني ونقل مشاكل المواطن المصري بطريقة سياسية ، تجعل الثوار أكثر
قدرة علي تحريك الشارع وتجعل الشارع في نفس الوقت أكثر فهما لحقوقه السياسية وطرق
الدفاع المدنية عنها
5 ـ تعطي فرصة للثوار في حال فشل البرلمان
والحكومة في مواجهة العسكري الحصول علي الجماهيرية المنظمة والأكثر إلتحاماً
بالجماهير والأكثر قدرة علي أخذ الحقوق والأكثر خبرة في معرفة النفاذ إلي هياكل
الدولة عن طريق التجمعات التي تم الارتباط بها في كافة المصالح والمؤسسات
أمين محمد أمين
11-02-2012
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية