رحلة البحث عن بديل !!!

الأحد، ٥ فبراير ٢٠١٢

لماذا لم ولن يفعل مجلس الشعب ؟

بدت علامات الدهشة والتعجب واضحة لدي بعض المتابعين وعلي البعض الآخر لاحت علامات الإحباط واليأس ، كردة فعل علي جلسة مجلس الشعب التي تناولت الأحداث الجسيمة التي حدثت في استاد بورسعيد بعد مبارة الأهلي والمصري في الدوري العام والتي انتهت بمقتل ما لا يقل عن 74 مصرياً ناهيك عن الاصابات

لازال البعض يراهن بعفوية كبيرة علي المجلس في إحداث بعض التغيير في مجري التعامل التلقائي من مثل هذه الاحداث ، وراهن البعض علي الضغط علي المجلس لأداء دور اتجاه ما يحدث ، وعلي الرغم من أنني شخصياً من المؤيديين لممارسة الكثير من الضغوط علي المجلس لكنه لا يعني أنني أنتظر منه دوراً ، بل لتحقيق ثلاث أهداف :

الأول : إسقاط هذه التجربة الفاشلة المصابة بالعوار من بدايتها إسقاطاً شرعياً ، بمعني إسقاط الأفكار المسبقة التي رسختها الأحزاب والقوي السياسية التقليدية حول فهم العملية السياسية وحصرها في نقاط محدودة للغاية تؤزم الأمور أكثر مما تحولها إلي طريق للحل

الثاني : إحترام نتائج الديمقراطية وعدم التعدي عليها إلا من خلال انحياز شعبي كامل ، وليس اختياراً منطقياً من شخصيات نخبوية يعيد إنتاج الافكار النخبوية مرة أخرى والتي مؤداها في النهاية هو إعادة انتاج الاستبداد والديكتاتورية بصورة أخرى في بلد يحتل فيه الاستبداد وإقصاء الرأي الآخر ميراثاً كبيراً وتاريخاً عريضاً .

الثالث : تعرية وفضح ممارسات الأعضاء الذين هبطوا علي الحياة السياسية عبر طرق لا تمت للسياسة أو مصلحة الناس بصلة ، وهو ما يعد تدريباً عملياً للشعب علي تغيير أنماط الاختيار في أي انتخابات لاحقة ، فهي تبرز نتيجة واضحة أنه لا يلزم إظهار التدين أو السجل الخالي من الفساد لتكون قادراً علي احتلال المسئولية السياسية

لماذاً لم يفعل ولن يفعل المجلس شيئاً ؟

الأمر يحتاج فقط إلي حسابات غير معقدة وإجابات منطقية علي الأسئلة الحقيقة التي تمس الواقع المعاش ، التي عند الإجابة عليها سوف تصل إلي هذه النتيجة وعند العجز عن الاجابة سوف تصل إلي نفس النتيجة أيضاً

1 ـ هل هناك حل جوهري للأوضاع يمكن أخذه ويكون قادراً علي حل جميع المشاكل ، بداية من البطالة إلي افتقاد الأمن إلي ضعف المستوي المعيشي إلي انهيار المنظومة التعليمية ..... إلخ ؟

2 ـ هل هناك من يملك أرقاماً حقيقية حول حجم هذه المشاكل وطبيعتها ، بحيث تكون عنده القدرة علي تحديد ما وصلت إليه المشاكل ؟

3 ـ هل إذا امتلك فرد أو مؤسسة مثل هذه الأرقام ، فهو قادر فنياً وخططياً علي التعامل معها ؟

4 ـ هل إذا أمتلك الجاهزية الفنية والإدارية للتعامل معها فهو قادر علي ذلك منفرداً ؟

5 ـ هل إذا امتلك بعضاً من الجاهزية الفنية والإدارية فهل هو قادر علي التعاون مع الآخرين لحل هذه الاشكاليات ويملك قدرات ذاتية وموضوعية لذلك ؟ سواء كانت إجرائية او ثقافية

6 ـ هل هو قادر علي تحفيز الشارع سياسياً عبر خطط عاجلة واخرى طويلة الأمد يستطيع بها إقناع الشارع للتعاون معه ؟

7 ـ هل هو مستعد بعد ذلك للدفاع عن هذه الخطة ومواجهة كل أوجه التعقيدات الناتجة عن الميراث السابق ؟

8 ـ وهل يستطيع يستطيع أن يمهد الارض في ظل الصلاحيات المنقوصة ومع تحدي ثورة كامنة و متحركة في أرض الواقع ، متحدياً من منحه كل ذلك ؟

9 ـ هل الاشخاص الموجودون في البرلمان لهم إتصال أو رؤية سياسية واضحة إتجاه مستقبل الوطن علي الأقل السياسي والأمني ، وهل لأحدهم مقالات علمية رصينة في التعامل مع الأزمة بأبعادها المختلفة ، وإذا وجد أمثال هؤلاء فكم يمثلون في برلمان المفترض أنه يمثل ذلك ؟

10 ـ هل هؤلاء الذين عاشوا فترة حكم مبارك لمدة ثلاثين عاماً ينهلون من طريقة حكمه القائمة علي المسكنات والشكليات والخطوط الحمراء والأسقف المحددة للحركة وتفادي المشاكل وعدم التعامل بجدية مع الاستحقاقات في إطار منظومة عشوائية غير ملتزمة بالقوانين ، وتضع التعامل مع اللحظة في ذاتها كأساس للتصرف ، قادرون علي صناعة خطة ولو لمدة خمس سنوات لمصر ؟

الإجابة علي هذه الأسئلة بسيطة جداً ، والجميع يعرفها ، فلا تخدعوا الناس بالأوهام تحت ضغط الواقع ، ولا تعبثوا بأحلام البسطاء لتخففوا من الآمهم ، واجهوا الحقائق ولو لمرة واحدة كما فعلت الثورة ، حتى لا تشاركوا في تدمير مستقبلهم بعد أن دمر واقعهم ।

أمين محمد أمين

०५-०२-2012


0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية