رحلة البحث عن بديل !!!

الاثنين، ٢٠ فبراير ٢٠١٢

لماذا لن ينتصر العسكر والجيل القديم ؟


تقف الثورة في نظر البعض علي شفا هزيمة كبيرة ، بعد أكثر من عام علي انطلاقتها ، ويسيطر علي الثوار قبل غيرهم حالة من الاحباط الغير قليل الناتج عن تراكمات كبيرة من الفساد والاستبداد وتأثيراتهم المختلفة علي الثقافة والأنماط المعيشية للناس ، وحالة ضعف في الثقة العامة في الآخرين ، بالإضافة إلي الأخطاء التي ارتكبها الثوار واعترفوا بها علي شاكلة الإنسحاب من الميدان بعد خروج مبارك .
المجلس العسكري متحكم بمعظم الأحداث ويسيطر علي بعض القوى التي كانت محسوبة علي المعارضة ، بينما إنزوي البرادعي عن تصدر المشهد ، ويكاد أيمن نور مختفياً بالإضافة إلي عمليات القتل التي اصبحت معتادة في المظاهرات للثوار ناهيك عن التحريض الإعلامي المستمر والفوضي الأمنية وكذلك التدهور الاقتصادي الملحوظ والأزمات المتكررة كأزمة البنزين ، والقوي السياسية المنقسمة تماماً لدرجة الاحتراب ، ناهيك عن هوامش الانقسام الطائفي ساهمت كلها في نشر مزيد من الاحباط لدي الثوار .
بعد هذه الخطط المستمرة منذ عام هل استطاع المجلس العسكري فعلاً عن طريق أتباع النظام وشيوخه من الانتصار ؟
أستطيع أن أقول لا وهذه أسبابي : ـ
1 ـ شئ ما أنكسر في يوم 28 يناير ولن يعود قريباً وهذا مالم يستوعبه الكثير في مصر ، فقد كسر حاجز الخوف ويحتاج بنائه جيلاً جديداً
2 ـ يقول مالك بن نبي أن الانسان في الحياة يعيش في ثلاثة دوائر ، الأولي عالم الأفكار والثانية عالم الاشخاص والعلاقات والثالثة هي عالم الأشياء والجمادات وبطريقة بسيطة يمكن احتساب أي منهما يؤثر في الآخرين ، ولوبدأنا جدلاً بعالم الأفكار في مقابل عالم العلاقات والأشخاص ، فبالمؤكد إن تصورنا عن أي شخص او مجموعة يبني علي حسب الأفكار ، فإذا كان العقل بدائياً ساذجاً فسوف يصدق أي كلمة أو معلومة يتم بثها ، كحديث البعض عن الليبرالية والعلمانية او حتى عن الشيعة والمسيحية ، وبالتالي تسوء العلاقة في حالة نشر أفكار مغلوطة عن الآخر تصل إلي حد مهاجمته أو قتله ، لنصل في النهاية إلي صراعات طائفية ومذهبية وحتى سياسية ليس لها أساس عقلي ، تقضي علي العلاقات والاتصال داخل الوطن الواحد وكل لك مبني علي عالم الافكار وما يسود فيه .
أما إذا انتقلنا للعلاقة بين عالم الأفكار وعالم الأشياء والجماد ، فلنفترض افتراضاً بسيطاً أننا قمنا بنقل الشعب الألماني إلي أحد البلاد الافريقية وبالعكس نقلنا هذه الشعب الأفريقي البدائي المتخلف فكرياً  إلي حيث العمران الألماني  فسنصل ببساطة شديدة إلي تطور المنطقة الافريقية التي انتقل لها الألمان وهذا حدث فعلاً بعد الحرب العالمية الثانية ، وبعد أن لم يكن هناك بيت قائم في ألمانياً  لم تمض عشر سنوات حتى كانت مزدهرة ، فالشعب مازال هو علي المستوي الفكري ولم يسقط فقط غير العمران ، وفي المقابل سوف ينهار العمران الألماني نتيجة الصراعات والصدامات والأفكار المتخلفة التي تسود هذه الأمة الافريقية البدائية
الخلاصة : أن عالم الأفكار هو الذي يحدد مستقبل الأمة ويؤثر في الجانبين الآخرين للحياة ، وهما عالم العلاقات والأشياء ، وفي مصر تطور جيل جديد علي المستوي الفكري وأنتقل بأفكار لآفاق عالم التطور والتقدم في مقابل جيل متخلف ومريض وضعيف فكرياً وعلمياً ، لذلك كلما تمددت أفكار هذه الجيل وكسرت أفكار وأصنام الجيل السابق وهي بالفعل في تمدد دائم ناتج عن تبادل الأفكار والمعلومات والحوار المثري لكل أطرافه من خلال وسائل الاتصال الحديثة وبرامج الفيسبوك والتويتر كلما زادات هذه الافكار اتساعاً وقوة سينتصر هذا الجيل الأكثر علماً وحكمة والأكثر شجاعة وسوف تنتصر هذه الأفكار الجديدة في مقابل الأفكار البالية التي لا تملك حجة ولا منطقاً .
3 ـ يهمل كثيرون تحت تأثير وهم القوة أو حقيقتها أهمية الجانب الأخلاقي في الصراعات ، ففي كل الصراعات الإنسانية مارس الكثيرون افعالاً لا أخلاقية ، عديدة وغرتهم قوتهم بالإنتصار في بعض الجولات ظانين أن هذا هو طريق النصر ، بينما يثبت التاريخ أن الاكثر أخلاقية دائماً كان هو المنتصر ، مهما قدم من تضحيات نفيسة " النبي عليه الصلاة والسلام ، نيلسون مانديلا ـ غاندي ـ مارتن لوثر كنج " وكثير من التجارب ، والمتتبع للشأن المصري يتضح له جلياً مدي أخلاقية الثوار ورمانسية وأخلاق الجيل الجديد في مقابل إنحطاط واضح وجلي لأخلاقيات المقابل من العسكر والجيل القديم ، بداية من القبول بإنتهاك آدمية المصريين إلي الرشاوي وخيانة الأمانة وغض الطرف عن ضرب وتعرية الفتيات وجرائم عددية لا يتسع المجال لذكرها ، كلها تنبىء بإنتصار أخلاقي قبل أن يكون انتصار حقيقياً قادماً .
4 ـ الإنتصار للحق : تظل الثورة بجيلها الجديد من شتئ الأطياف منتصرة للحق تدافع عن المظلوم وتقف في وجة الظالم وإن أخطأت ، ويكفيها فخراً تساقط حجة الجميع أمامها ومحاولة إلصاق كل التهم الباطلة للثوار للإلتفاف علي الحق ، ولكن تظل الثورة منتصرة بالحق وهو ما يسبق الانتصار الحقيقي
علي الرغم من الآلام والظلام الحالك الذي يسود المشهد ، وعلي الرغم من كافة الإجراءات الشكلية والمريضة التي يصنعها النظام ، يظل هذا الاختبار الحقيقي للثورة والذي يعطي ميزة هائلة للثوار الحقيقين فلن يصمد فيه غيرهم وهم المنتصرون بإذن الله
أمين محمد أمين 20-02-2012 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية