رحلة البحث عن بديل !!!

الثلاثاء، ٣ أبريل ٢٠١٢

رجل الدين بين الحقيقة والإفتراء


أحد الإشكاليات الكبيرة التي يعاني منها الشباب في التعاطي مع التدخلات السافرة للدعاة في الشأن السياسي والذي تزايد بعد الثورة بصورة كبيرة وصلت إلي حد الترشح وطرح الشأن السياسي من خلال خطابات دينية وفقهية تفقد المجال السياسي طبيعته الديناميكية وتحوله إلي مجموعة من الافكار المطلقة والغيبية مما أوجد حالة صدام حتمية بين هؤلاء الدعاة والناشطيين السياسيين
مارس هؤلاء الدعاة من حيث لا يشعرون وظائف رجال الدين ، ولعل الأكثر سخرية في هذا المشهد أنهم وإن كان يواجهون ما اطلقوا عليه العلمانية بإعلان غياب فكرة رجل الدين في الفقة الإسلامي متجاهلين بسذاجة سياسية مفرطة أن فكرة رجل الدين ليست فكرة دينية وإنما هي فكرة سياسية بالأساس ، وهي نقل فكرة الحشد والتأثير الجماهيري المرتبط بالشأن الدنيوي للناس إلي أفكار دينية خطابية لا تقدم حلولاً بقدر ما تخدم الفساد السياسي في إجماله بما يحمله من تجاهل لمعيشة الناس وآلامهم وأدميتهم لصالح بقاء هذا الفساد بدون أدني تحمل مسئولية .
ولما كان الكثير من الشباب هم متدينون بالفطرة فقد بدأت المعاناة في التعاطي مع هذا التدخل السافر لإبراز عدة نقاط
1 ـ أن الشأن السياسي لا يمكن ضبطة بالخطاب الديني عن طريق الجائز والمندوب والحلال والحرام  فتلك أدوات الخطاب الديني وليست أدوات الخطاب السياسي
2 ـ وجود طبقة حقيقة مما يطلق عليهم دعاة يتبعون فعلياً أجهزة السلطة ويقومون بأدوار مختلفة في خدمتها
3 ـ هناك دعاة قد يمارسون من حيث لا يشعرون أدواراً في خدمة أهداف النظام الاستبدادي نتيجة ضعف التكوين والتشوهات التي تمس المجتمع اجمالاً والتي اوجدت خطاباً دينياً يخدم الفساد ويركز علي الافراد بدلاً من أن يركز علي سلامة المنظومة
4 ـ هناك حالة غياب كاملة لفكرة التخصص في المجتمع تحدث التباساً بين الوظائف المختلفة وتؤدي إلي خلق صراعات غير حقيقية بين أطراف المجتمع كصراعات الهوية وشكل الدولة
5 ـ عدم سهولة فك العلاقة لدي أذهان أغلب المجتمع بين الدين الذي يحترمه الجميع وصورة رجل الدين ، وبين الافعال التي يؤديها هؤلاء سواء عن طريق القصد بالتبعية الكاملة لسلطة النظام ، او عن طريق الاستغلال من السلطة لغياب التكوين المعرفي والثقافي المعقول لهؤلاء الدعاة ، او عن طريق حالة الاحتراب المتوهمة بين أطياف المجتمع المختلفة .
بعيداً عن عملية التصنيف السابقة سأحاول تناول الموضوع بطريقة مبدئية ترتبط بما لا يمكن أن تجتمع معه صفة التدين او رجل الدين لأتسائل هل فعلاً هؤلاء يستحقون لقب دعاة أو رجال دين ؟
1 ـ عدم الإعتذار : لست بحاجة لذكر اعتذار النبي عليه الصلاة والسلام لسواد رضي الله عنه ومطالبته بالاقتصاص منه عندما نغزة بسواكة لأقارنها بموقف أحد المشايخ عندما أشار للمخالفين في الاستفتاء بالذهاب إلي كندا ، ورفضه الاعتذار مدعياً بأنه كان يمزح ؟؟؟
2 ـ افتقاد المرؤة : أيضاً هنا لست بحاجة لذكر مواقف المرؤة للنبي وللصحابة التي يكفيها نموذج للصحابي الذي استشهد دفاعاً عن المرأة في بنو قينقاع التي كشف سوئتها أحدهم ، لتقارنة بهذا الداعية الذي علق علي مشاهد سحل وتعرية الفتيات في التحرير بأنه الفتاة لا تنتمي لتياره والأخرى ارتدت نقاباً لإحراج تياره في موقف يتنافي مع مرؤة الرجل العادي لا متدين ولا داعية حتى !!!
3 ـ التحدث فيما لا يعلم : لفترة لا تقل عن خمس دقائق مملوءة بكم نهائي من المعلومات المغلوطة والخاطئة تحدث الداعية حازم شومان بإتهامات باطلة كثيرة  عن فصائل متعددة في الوطن ناهيك عن اتهامة لإبنه البرادعي بالزواج من شخص أتهمه بالكفر  بدون اي تثبت من أي معلومة او التحقق من أي تعريف في فيديو شهير علي اليوتيوب
4 ـ يقدم في الدين ويؤخر حسب ما يشتهيه العامة : ليس هناك تجربة أوضح من اندفاع الداعية محمد حسان في معركة وهمية لإصطناع بطولة زائفة في جمع الاموال عن طريق خطاب ديني ثم اختفاءه تماماً عن المشهد بعد تهريب الأمريكيين المحالين لقضايا منظمات حقوق الانسان ، ولم يخرج الرجل ولو حتى بموقف أخلاقي واحد اتجاه من خدعهم وجمع منهم الأموال او حتى يبرئ ذمته متهماً المسئولين بخداع الجميع ، بعد هذه النبرة العالية في ادعاء الوطنية ورفض المعونة الامريكية ، الأغرب أنك لا تجده إلا في هذه المواضع التي تخدم السلطة والنظام ، وليس الأمر لحاجة للبحث كثيراً للمواقف التي حدثت بداية من 25 يناير وحتى الآن ، لن أتساؤل هل هذه أخلاق داعية أو رجل دين ، لا هل هذه أخلاق رجل عادي ؟
5 ـ الكذب : قبل النبي في المأثور عنه أن يكون المؤمن بخيلاً وجباناً ولم يقبل أن يكون كذاباً ، لكن الأعجب أنك تجد داعية يتهم علانية أشخاصاً علي أحد القنوات بأنهم يتلقون تمويلاً من الخارج بدون أي دليل وعندما تخرج برائتهم من المحكمة لتبرئة حركة 6 أبريل لا يخرج ليعلن اعتذاره عن الكذب ، لا أنه يستمر في الهجوم واجمع معها له باقي الخصال السابقة ، ناهيك هن تجربة هذا النائب السلفي الذي كذب علناً حول عملية التجميل لأنفه ولولاً أقدار الله التي فضحته علي روؤس الخلائق لكان صحابياً يمشي علي الأرض ومناضلاً ضد هؤلاء العلمانيين وووووو .... كما إدعي أحد أصحابه.
6 ـ الإنحياز للقوة لا للحق : لست هنا أيضاً بمعرض التفصيل عن الجريمة الكبرى التي شاركت فيها ما يطلق عليها التيارات الدينية (( الاخوان والسلفيون ))بالتغاضي والتشويه للشباب المصري  بدءاً من أحداث ماسبيرو ثم محمد محمود ثم مجلس الوزراء من عمليات قتل للشباب وهتك لأعراض الفتيات علي مرأي ومسمع الفضائيات والإذاعات ، لأقارن بين موقفهم فيها وموقفهم مع زياد العليمي في سبه للمشير !!!!
7 ـ الإفتراء والإدعاء علي الناس بالباطل : تعريجاً علي الحديث السابق لحازم شومان في إدعاءه عن زواج ابنه البرادعي وإدعاءات هؤلاء علي الحركات والاشخاص بتلقي التمويلات من الخارج ، واتهام النشطاء بالبلطجة وخلافه بالباطل وبدون أية دلائل او براهين ، وبإتهامات إعلامية خالصة  .
ختاماً لا اود إنهاء المقال بدون ذكر صورة ناصعة البياض لشهيد شارك في الثورة من بدايتها لنهايتها ، ليخبرنا أنه مع كل هذا الظلام فهناك دعاة ورجال دين حقيقيون وحتى نستطيع التمييز بين الغثاء وبين الحق لرجل جمع العلم والعمل فصدق الله فصدقه الله فأختاره شهيداً فأستحق احترام كل اصحاب الحق من كل الاديان والافكار ، فرفع اخوتنا المسيحيون صورة مع المسلمين وساروا في جنازته ليقدم نموذجاً عملياً لما يجب أن يكون عليه الداعية ورجل الدين الحقيقي ، فلكم نتمني لقاءه بعد أن صعدت روحه ترفرف مع الحق عالية إلي بارئها  مخبرة أن للدعاة ورجال الدين علامات لا تجعل لضمير الناس حجة في الضلال والتيه
تحية خالصة إلي الشهيد عماد عفت
أمين محمد أمين 01-04-2012

1 تعليقات:

  • ثقافة الهزيمة.. ناس هايصة و ناس لايصة.

    قال المحامى "خالد على" رئيس المركزي المصري للحقوق الأقتصادية والاجتماعية، في ندوة عقدت في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن راتب المشير حسين طنطاوي، 3 ملايين جنيه، الفريق سامي عنان يتقاضى 2 مليون جنيه شهريا. متسائلاً: "كيف نتكلم عن الثورة والعدالة الاجتماعية وسط هذا الواقع؟"...باقى المقال بالرابط التالى

    www.ouregypt.us

    و نشرت جريدة المصرى اليوم فى 3 يوليو 2012 ذكرت مصادر مقربة من د. محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أن الحكومة الجديدة المقرر تقليص عدد وزاراتها إلى 28 بدلاً من 32، بينما فى ألمانيا حوالى 82 مليون نسمة لا يتجاوز عدد الوزراء 14 وزيرا بالأضافة لمنصب المستشار الألمانى...

    حسب Anonymous غير معرف, في ٢٩ يوليو ٢٠١٢ في ١٠:٠٨ ص  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية